سلوان يا ســــلوان 3

ســـــلوان يا سلوان، فيك يحلى المقام

فرحتك ما توصف بمولد خير الأنام

المهندس السري


في كل عام، و في الحادي عشر من ربيع الأول، تحتفي مدينتي بذكرى مولد خير البرية سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، مجسدة ذلك بإقامة موكب الشموع، موكب من رآه أول مرة يحسبه كرنافالا، حيث يصطف عدد كبير من الرجال حاملين على أجسادهم شموعا ضخمة، هي عبارة عن هياكل خشبية كبيرة من الخشب السميك و مزينة بالشمع الملون، مشكلة بذلك زخرفة إسلامية فريدة يتراوح وزنها ما بين 15 و 50 كغم، يقومون بالطواف بها وسط المدينة العتيقة محققين بذلك فرجة للزوار و العامة.

بدأت قصة موكب الشموع في عصر الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، حيث كان في زيارة لاسطنبول و حدث أن حضر أحد الاستعراضات الشعبية هناك، فثاره ما رأى من شموع مزينة و مزركشة بطريقة فذة، رسخت هذه الفكرة في رأسه، فظل الحلم يراوده بإنشاء مهرجان كهذا في بلده. بعد أن وضعت معركة وادي المخازن أوزارها قرر الملك الاحتفاء بالمناسبة و اتخذ من عيد المولد النبوي فرصة لذلك، ليصيح فيما بعد موكب الشموع طقسا سنويا يستقطب الزوار من كل حدب و صوب.

ذكرياتي مع موكب الشموع عديدة، تنحصر في مرحلة الطفولة، دائما بمرافقة أبي، كي نحصل على فرجة أمتع و دون مزاحمة كنا نذهب عند صديقه العطار، كل الموكب يمر أمامه، أقف فوق صندوق خشبي، أبي بسندي، في انتظار مرور الموكب أسلي نفسي ببعض اللوزات الرومية (وا شحال بنــــــــــــيـن – حيت غالي بطبيعة الحال). بعد انتظار طويل يمر الموكب، تتزعمه فرقة عبد الجبار للغيطة، بطبولها و مزاميرها الشهيرة، يعزفون و يعزفون، يقرعون و يقرعون، صداع قوي، غوغاء، ضجيج، ومع ذلك فأنت تستلذه لما يبعثه من حماس على النفس. غريب عبد الجبار هذا حقا، عينه اليسرى مفقوءة، ورجله اليمنى عرجاء، ومع ذلك فهو الغياط الأكثر شهرة في مدينة سلا، إلى دار السلاوي العرس و ماجابش عبد الجبار شي ما دار. في الأصل، يشغل عبد الجبار مهنة الخياطة البلدية، عندما تمر أمام دكانه غالبا ما تجده منهمكا في الحديث مع أصدقائه و هم يحتسون الدكيكة ديال أتاي، و في باب الحانوت صبي صغير يفتل خيوط الحرير. عند مشاركة عبد الجبار في حفل ما كالهدية مثلا، كنت تجده المسكين دااااااااائما متخلفا عن فرقته بسب رجله العرجاء. هو أيضا مثل با لفقي، لم يتخلى يوما عن جلابة البلدية و طاقيته المراكشية القديمة، أكثر شيء كان يبهرني فيه و هو طريقة عزفه، تنتفخ أوداجه بطريقة عجيبة، و كأنه واضع كرتا تنس في فمه، ولكم أن تتخيلوا المنظر، طريقة تحريك رأسه أيضا كانت غريبة، يدوره و كأنه حاو يلاعب ثعبانه، و بالسيف ما يحماقو عليك السلاويين أ با عبد الجبار، على محال الله يخليك لينا و الله يرزقك الصحة و السلامة.

يلي فرقة عبد الجبار فرقة موسيقية كبيرة من النساء، يرتدين زيا موحدا، يعزفن موسيقى المعاهد، يترأسهن قائد رجل ببزته عسكرية و كأنه قبطان حرب، ممسكا في يده عصا ضخمة يدورها في الهواء بمهارة و مصطنعا مشية عسكرية، بصراحة لا أفهم ما علاقة هذه الموسيقى بالحدث !!!

عند باب منزل عائلة بلكبير في سوق الحواتين، يتجمهر عدد غفير من الناس، منتظرين خروج الموكب، للإشارة فعائلة بلكبير هي التي أصبحت الآن مكلفة بصنع الشموع بعدما كانت عائلتا شقرون و حركات تفعلان ذلك في السابق. بعد صلاة العصر، يخرج رجال مرتدين الزي التقليدي: سروال قندريسي و قميص بلدي مطروز، يلقبون بالطبجية، يتكلف كل واحد منهم بحمل شمعة كل حسب قدرته الجسدية، متحاملين على أنفسهم رغم ثقلها الشديد، لطالما حلمت أن أكون واحدا منهم ( وااااااع على حلم كي داير، الناس تحلم تولي طيار ولا طبيب وأنا نحلم نهز الشمعة!!!!!! ).


يخرج الرجال من الدار تباعا، تؤازرهم موسيقى عبد الجبار، يتحركون بخطوات سريعة و مارين بأهم شوارع المدينة القديمة عبر السوق الكبير و وصولا لغاية ساحة باب لمريسة، حيث يجتمعون هناك مؤدين رقصات الشموع على إيقاع ضرب الطبول والمزامير. المنظر يبهر الأبصار و يثلج القلوب، تحس معه أن المدينة كلها تحتفي بالعرس، عرس مولد خير الأنام.

بعد ذلك يتوجه حاملو الشموع إلى طرف المدينة نحو ضريح سيدي عبد الله بن حسون، حيث تعلق الشموع في سقفه، في المساء تتابع رقصة الشمعة على إيقاعات الموسيقى الأندلسية و الأمداح النبوية و ذلك عبر تحريكها بواسطة حبال طويلة وسط جو احتفالي بهيج.

أرجو أن أكون قد وفقت في نقل ولو جزء صغير من الحدث.

ملحوظة: آخر مرة حضرت فيها الموكب كانت سنة 2004، سنة عرفت ما للحياة من معنى، سنة عرفت الطريق، طريق الحقيقة، حقيقة نفسي، شكرا لكي جزيل الشكر، لن أنساك يا 2004 ما حييت...

و تستمر الرحلة....

سلوان يا ســــلوان 2


ســـــلوان يا سلوان، يا شميعة تضوي المكان

يا خليلة الحبيب، العاشق و الولهان

المهندس السري

تجري الأيام تباعا، وبسرعة رهيبة، تحسب معها أن الوقت أصبح بدون معنى، إن له قدرته العجيبة على اختزال اللحظات الجميلة. تلك اللحظات التي و إن مرت تبقى عالقة في ذهننا المشتت و المثقل بالهموم الغريبة.

آآآآه على الأيام، مازلت أذكر كلما ذهبنا لبيت خالتي في منطقة باب شعفة، كانت تبادر ببعثي إلى المسيد ( الكتاب القرآني )، أهلاااااااااااااااان مهندس جيتي عاوتاني ، فلان اديه معاك للمسيد، تبا، كنت أذهب بالرغم عن أنفي الصغير. الكتاب كان عبارة عن منزل أحد الجيران، صحن البيت كان بمثابة قاعة الدرس، مقاعد طويلة و مهترئة، بالكاد تستطيع الجلوس عليها، يستقبلنا با الفقي و التيو في يده، لم يكن يبتسم أبدا، ديما مغوبش (عبوس)، لا أدري ما كان سبب غوبشته، أهو عامل السن ؟؟؟ حيث كان عجوزا جدا، أم هو الفقر المدقع الذي كانت تعيشه أسرته ؟؟؟ على أي، رغم هذا فهو لم يفرط أبدا في لباسه التقليدي، دائما بمناسبة أو غير مناسبة كان يظهر مرتديا الجلابة المغربية البيضاء و مطوقا بسلهام كبير تحسبه كندورا ( الكندور هو طائر كبير الحجم من فصيلة النسريات، يزن 13كغم و يبلغ طول جناحيه 10 أمتار )، كان يعتمر في رأسه طربوش محمد الخامس بشكله الهندسي الفريد. الأطفال المغلوب على أمرهم يرددون سورة قرآنية واحدة طوال الصباح، رؤوسهم تعلو وتنخفض كأنهم ديكة تنقب في الأرض. كثيرا ما غافلني النعاس، أحاول جاهدا ابقاء عيني مفتوحة، لا جدوى !!!!!

على محال، الله يرحمك أ با لفقي و يوسع عليك....

بجانب نهر أبي رقراق، تصطف مجموعة من القوارب، في قديم الزمان كانت الوسيلة الوحيدة للربط بين العدوتين سلا والرباط، اليوم أصبحت من التراث، أعرف شخصا من العائلة ما زال يستعمل هذه الوسيلة. بثمن بخس، تستطيع العبور للضفة الأخرى، في التسعينات كان درهم واحد، سرعام ما فتئ أن أصبح درهم و نصف، إلى أن استقر على درهمين، شحال كنت نرغب فبابا يديني نركب، كنت أعد القارب و أبحث عن مكان مناسب باش نشد الميل، عندما كنت صغيرا لم أكن أهابها، بيد أني وفي كبري كنت دائما أضع بين عيني هاجس انقلاب القارب، لا أدري أهي الفوبيا اللعينة أم خوفي أن يبتل هاتفي المحمول فيتعطل، سيما أنه يحوي كافة أسراري الشخصية.

على الضفاف السلاوية و فوق الرمال المبتلة، يتجمهر بائعو السمك بطريقة الدلالة، كان يؤطرهم رجل عظيم الجثة، حاد النظرات، عيناه عصبيتان، لونهما مصفر تتخللهما شعيرات دموية حمراء، لون بشرته أسمر، شعره أشيب، ثيابه نقية، طريقة نطقه لكلمة: الحوت كانت عجيبة، الكل كان يهابه لا يتجرأ أحد أن يطيل معه النقاش، كانت طباعه حادة بينما يحكون أنه يكون أكثر طيبة في حيه و بيته، أحد أبنائه غرق في البحر، أثر فيه هذا الحدث كثيرا إلا أنه ثابر و عاد لمزاولة عمله، مسكين با عمر، بلغ من الكبر عتيا و أصبح اليوم مقعدا لا يستطيع النهوض من فراشه، الله يشوف من حالك و صافي....

إلى اللقاء في الحلقة القادمة، و إفطارا شهيا.


سلوان يا ســــلوان 1

ســـــلوان يا سلوان، فيك يحلى المقام

يا وردة تعبق بريح العنبر و الورد و السوسان

المهندس السري


قليلون الذين هم يقدرون القيمة الحقيقية للمدينة- أقصد سلا القديمة، خليونا من السوق الكبير فين يتباعو الحوايج ولا من سوق الخضار اللي مربج باب سبتة، أنا أتكلم عن القيمة المعنوية لهذه المدينة. في صغري حظيت بلحظات لايمكن أن أنساها، خصوصا في منطقة تدعى ساحة الصف. كانت جدتي رحمها الله تقيم هناك، و كنا نداوم على زيارتها بشكل مستمر. كانت ساحة الصف تشكل متنفسي الذي أفرغ فيه طاقاتي القدمية و الرجلية، سير تسخر لهيه، أجي هنا، جري، نقز، هرب، تخبى، ممن ؟؟؟؟!!! لا أدري!!! مع الأيام، أصبحت أحفظ الدروب و الأزقة، كلها، الضيقة و الواسعة منها،كنت دائما و مازلت أظن أني لو حدث و قام شخص بمطاردتي فلن يستطيع الإمساك بي، غير الله يحضر شي ركابي مزيانين وصافي...

كان و ما يزال لأبي صديق عطار، يزاول العطارة بطبيعة الحال : ) . بابا، واش هابط لسلا؟؟؟ إيه، ديني معاك عافاك، يالله وماتقوليش شريلي : ) – هادي جبتها غا من راسي . ذهاب أبي للمدينة معناه فسحة و زيارة لصديقه القديم، بالنسبة لي كانت بمثابة زردة، كان العطار يستقبلني بالترحاب و العناق، كل هذا و نظري شاخص نحو أكياس اللوز و الجوز و الزبيب والبرقوق المجفف، آآآآآآآآآآآآآه كم طعمها لذيذ، كان يلفها لي بطريقة مول الزريعة في ورقة مليئة بكتابة فرنسية أو عربية، لا أدري لماذا كانت تحيرني تلك الكتابة، لطالما ظننت أنها بدون معنى أو بدون هوية.عند حلول وقت انتهاء الزيارة يكافئني صديق أبي بعود طويل من شجر العرق سوس، أمصه حتى يصبح مجرد خيوط رفيعة، أحيانا كنت أمص نصف العود و أضعه في براد الثلاجة إلى حين أن أعود إليه في وقت لاحق. توالت الأيام، يبدو و كأني تقدمت في السن، أصبحت لا أنال سوى تمرة كبيرة و في بعض الأحيان إن لم أقل دائما لا شيء، بيد أن أختي الصغيرة قد ورثت عاداتي و أصبحت تحتكرها، فييييييييينك يا اللوز الرومي و حتى انتا يا البلدي. على محال، يامااااااااااااااااااااااااااااااااات كانو...

بجوار العطار توجد طاحونة قديمة، مع أنها تعمل بالكهرباء إلا أنها عتيقة في نظري، أجمل ما فيها صوت ضجيجها، ضجيج مختلط بغبار الدقيق، أنصح كل شخص في العالم أن يقوم بزيارتها يوما ما، خصوصا في هذه الفترة أي حلول شهر رمضان الأبرك. يااااااااااااااااا سلاااااااااااااااااااام على رائحة الزميتة وهي تطحن، يا إلهي شحال كاتحمق، لم أشم في حياتي رائحة أزكى منها، عبير يسكرك للحظات، يجعلك تتمني لو كان الأوكسجين الذي نتنفسه بنفس النكهة، و لكن هيهات، النكهة التي ألفناها هي نكهة الديزيل و ليصانص. قبالة الطاحونة، يتجمهر عدد كبير من الباعة الأرضيين، بمعنى أصح الباعة الذين يفرشون بضاعتهم فوق فراش على الأرض فيشكلون بذلك ما يسمى بالجوطية، كان أبي مولعا بالتجوال فيها، أنا كنت عكس ذلك، بل كنت أشعر بالمهانة، كنت أمشي و أنا خائف أن يراني أحد من معارفنا، كان شراء شيء منها يشعرني أننا فقراء و ناقصون، كثيرا ما تأخرت عن أبي في المسير حتى لا أكون بجواره. الجوطية. تبا لكي، سأكرهكي ما حييت عقدتيني فصغري الله ياخد فيك الحق.....

من الأشياء الجميلة التي مازالت في ذاكرتي، بيت عمتي، يقبع شامخا في وسط المدينة القديمة، محاطا بالدروب و الأزقة.يقع أعلى إحدى العقبات المشهورة في المدينة. اسم هذه العقبة استنبط من اسم و لقب علامة شهير: عقبة الفقيه بن خضراء. سمية كناية به تخليدا لذكراه و لجهوده الراسخة نحو المملكة و الأسرة الملكية بالخصوص. بالمناسبة فزوج عمتي هو العالم المغربي عثمان بن خضراء الذي أوجه له تحية خالصة من القلب، و بلا ما تفرطو الديكور. غريب هو بيت عمتي،لم أرى بحياتي أكبر منه، يحكى و الله أعلم أني ذات مرة تهت في دخاشيش ممراته و عدد غرفه الهائل، واناري شحال كبيييييييييييييييييييييييييييييييييير، كان أيضا يسبب لي الرعب،لا سيما أثناء أذان الجامع الكبير الذي كان مجاورا، لا أعلم من الذي أفتى على ذلك المؤذن أن يؤذن بتلك الطريقة، باقي تانعقل كانو تايخلعو بيه بنتهوم الصغيرة : ها المودن تايودن،إوا سكتي حسن ليك. ما زلت أتذكر أيضا أنه صادف و أن قضيت عندهم في صغري بضع ايام، و كان يتوجب على الكل أن يقوم بكل شيء هو متبوع به قبل الساعة السادسة و النصف مساء، لأنه كان يوجد خلل بالكهرباء، مييييييييمتي على النعاس معا السادسة و النصف أرا برع. من الأشياء الجميلة أيضا أننا وبفضل التيساع اللذي كان في الدار، قمنا بتحويل باحة البيت (فوسط الدار) إلى ملعب كرة القدم – كنت ديك الساعة مازاااااااااااااال صغير وباقي ماتعقدت – أبواب البيوت الكبيرة كانت تمثل المرمى، و الباحة كانت هي ملعب ماراكانا. إيييييييييييييييييه يا اليام....

ما أجمل أيامك يا سلا الحبيبة، يا أمنا الحنون.

إفشاء أسرار

ردا على الدعوة التي تلقيتها من ولد البلاد و التي تهدف إلى فضح سبعة أسرار من أسراري ( شكرا أ ولد عمي )، فقد قررت فتح قلبي و تعصيره حتى أبوح بما ما تكتنزه نفسي:

1 كرة القدم: لن أقول إني أكرهها، زايد ناقص عندي، حتى و عن كان المنتخب الوطني، يا سلاااااااااام لو كانت مباراة للمنتخب، تانخرج نتسارى علـــــــــــــــــــــى خاطر خاطري ، لا زحام لا والو، شخصيا أرى أن جميييييييييييييييييييييييع المباريات متشابهة و لا داعي لمشاهدة ذلك مرتين.(بيني وبينكم ماتانحملهاش و السلام)

2 الإرتفاع: ميييييييييييمتي، أكثر شيء يفزعني و يبعث في الرهبة، أكره العمارات، المصاعد، الأسطحة، النوافذ العالية، الطائرة، ناعورة مدينة الملاهي ( ديال خمسة دراهم )، برج إيفل (و سمحلي آ خاي رضوان بزاف ؤ بزربة)، التوين سنتر ( شفيها إيلا داروه كــــــــــــــــــــامل ف الإيطاج اللول ((((: )، بالعربية الفصحى : عندي فوبيا خطييييييييييييييييرة، أعد بأن أكتب عنها مقالة خاصة إن شاء الله.

3 الشاي: الشئ الوحيد الذي أتمنى معرفة طريقة تحضيره، واش تانسبقو النعناع هو اللول ولا حبوب أتاي، في إحدى المرات أردت تحضيره بنفسي، لاحظت تصاعد بخار ذو رائحة كريهة، لقد أحرقت حبيبات الشاي للأسف.

4 المواعيد: إنجليزي منضبط، شخص يعول عليه، رجل المهمات الصعبة، رجل الساعة،بطل العالم، أحرص على الحضور عشر دقائق على الأقل قبل الموعد قبل الموعد.

5 الكسكس: مع الخضر ما عنديييييييييييييييييييش معاه،بالتفاية ( البصلة و الزبيب ) هاداك هو عقليييييييييييييي، لهذا لا أتوانى عن حضور الجنائز العائلة، إوا دين و دنيا.

6 الحناء: رائحتها تسبب لي الغثيان، أحاول مــــــــا أمكن تجنب الحديث مع امرأة أو فتاة تضع الحناء، ذات مرة تصادف و أن كنت قادما من مدينة مراكش، صعدت سيدتان القطار، يداهما و رجلاهما مخضبتان بنقش الحناء الأسود، جد كرييييييييييييييه، أصبت بضيق تنفس، الشيء الوحيد الذي خفف عني هو تواجد فتاة ( كنت أقل عمرا منها آنذاك (: )، اندمجنا في الحديث، غير أني لم أصبر و بكل وقاحة وقفت و غادرت المقصورة لأنتظر وصولي لمدينة سلا.(ساعتان و أنا واقف)

7 حاسوبي الخاص: شغفي، حياتي، حبي الثاني، أستطيع قضاء يوم كــــــــــــــــــــامل أمام شاشته، سواء كان مرتبطا بالإنترنت أم لا ، يا يحمقني يا نحمقو، ما زلت أذكر أول حاسوب حصلت عليه، لم أنم ليلتها من شدة غبطتي و فرحي، كنت أخرج من المعهد مسرعا حتى بدون إلقاء التحية على زملائي، عندما أدخل البيت أذهب إليه مباشرة، أراقبه، ألمسه، أتحسسه كأب يتحسس ابنه الرضيع الأول. يـــــــــــــــــــــا سلااااااااااااااااااااام، ذكريات....

وكما ينص قانون اللعبة، يجب علي اختيار لاعبين جدد وهم: ناصر ، البلوز مان ، يامراكبي

الكاريكاتير من إهداء الدكتور أشرف حمدي ( الله يرحم بيها الواليدين)، شكرا جزيلا.


السّزاعـــــــة

السّزاعة، قد يرى البعض أنها كلمة جديدة أو دخيلة على لغة الضاد، هاته اللغة التي أقف لها وقفة إجلال و تقدير لما قدمت لي من خدمات جلة، في الإطار المعرفي بطبيعة الحال.

نعود لصلب الموضوع، كلمة السّزاعة كلمة عربية صرفة ( بكسر الصاد )، أصل الكلمة هو الشجــــــاعة، تعمدت تعويض الشين بالسين و الجيم بالزاي، تيمنا بلكنة المكناسيين (سكان مدينة مكناس)، و خاصة سكان المدينة الأصليين الذين كبروا و عاشوا طفولتهم فيها، حيث طوروا طريقة حديثهم ليجعلوها سهلة، لأن نطق حرفي الزاي و السين لا يستدعي حركات شاقة على مستوى الشفتين العليا والسفلى، بخلاف الجيم و الشين.

سبب تطرقي لهذا الموضوع هو قصة طريفة أخرى طرأت لي في هذه المدينة، كنت قد حللت ضيفا مرة أخرى على بيت العائلة، بيت عمي، تصادف و أن كان ذاك اليوم عيد المولد النبوي، قصدت القطار هذه المرة ( اللي عضو الحنش يخاف من الحبل، على أنا مازال نعاودها !!! )، داخل المحطة كان هناك زحام شديد، واحد السربيس طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل، حجزت دوري و انتظرت، التقيت العديد ممن أعرفهم في المحطة، درت عين ميكة ( صرفت النظر )، لأني لو سلمت على كل واحد على حدة فسوف أفقد دوري، الواحد هو اللي يكون عويق شوية. مر الوقت بطيييييييئا قبل أن أجدني أمام شباك التذاكر:

ـ صاحب الشباك : فين أسيدي ؟؟

ـ أنا : مكناس الله يخليك.

ـ صاحب الشباك : يا الله امشا واحد دابا.

ـ أنا : وايلي، و اللي موراه وقتاش ؟؟؟؟

ـ صاحب الشباك : من هنا واحد ساعة و ربع.

نظرت لساعة هاتفي المحمول، كانت تشير للتاسعة صباحا، ما باليد حيلة، وجدت مقعدا شاغرا بين كراسي الانتظار، جلست و سلمت أمري إلى الله. مرت ربع ساعة، و نصف ساعة، بدأ الملل يغمرني، صوت قيثارة ينطلق عبر مكبرات الصوت، بعده مباشرة صوت سيدة يردد معلنا أن القطار سوف يتأخر عن موعده، يا إلهي آش هاد الزهر. تابعت انتظاري إلى أن وصل القطار الزوين على الساعة العاشرة، درت فيها عويق و رجعت للخلف كي أراقب العربات وهي تمر أمامي حتى أحدد الفارغة منها كي أصعد فيها، و لكن هيهات، لم أستطع استبيان ما وراء النوافذ، لأنه و ببساطة الركاب يقفون في الممرات، و هذا إن دل على شئ فإنما يدل على الزحام الشديد الذي سوف أواجهه. صعدت القطار، كل المقاعد شاغرة، الممرات، المعابر الرابطة بين العربات، و حتى المراحيض !!!!

وقفت بباب إحدى المقصورات، آملا في نزوح بعض السكان. ظللت واقفا على قدَمَيْ و فوق مساحة جد ضيقة بالكاد تسع لرِِجْلَيْ، ما عليك أولدي غا بصبر را العيد هادا. فتح باب الفرج لدى وصولنا للقنيطرة، خطتي نجحت، فرغ أحد المقاعد، جلست. القطار يزحف، نعم، يبدو و كأنه يزحف، الانتظار الممل يلعب بأعصابي، الحرارة مفرطة، أحس ببطني تبقبق، أنااااااااااااااااااااااا سغِــب، وا ميـــمتي فيا الجوووووووووووووووووووووع. لن أطيل عليكم لأن الطريق طويل، وصلنا لمكناس، الدنيا مقربلة،أ شنو واقع ؟؟؟!!!! المليك كاين هنا، أرا برع الفيشطة. القيظ شديد، جسمي مجهد، قصدت محطة التاكسيات، ركبت، اعتدت تستغرق الرحلة أقل من ربع ساعة، هذه المرة أكتر ربما تواجد المليك، سلك السائق طريق المشور، المهم، ما وصلت حتى غفر لي الله.

وصلت البيت، ترحاب كبير كالعادة، وغداء فاخر، دجاج محشو بالشعيرية الصينية، إوا بعدا، نساو لعذاب ديال الطريق بهاد الوجبة. بعد الغداء استرخينا وتجاذبنا أطراف الحديث ( شوية دال التبركيك )، مر اليوم كله نشاط و حماس، في العشي قمنا بالتنزه قليلا في المدينة القديمة، كل شئ فيها له ذكرى عزيزة في قلبي، الهديم، السكاكين، تيزيمي، الروامزين و الحبـــــــــول ( أعتقد أني أطنبت في الكلام قليلا ، آآآآسف).

عدنا في المساء، تعشينا بما كتّب الله، وخلدنا للنوم، من شدة الكرم قاموا بمنحي غرفة خاصة، غرفة ابنة عمي زيزوزا و التي كانت آنفا غرفة أخيها. على أي، بدأت أطوار القصة على الساعة الثالثة بهد منتصف الليل، و أنا في عز نومي العميق جراء التعب، إذ بعمي يهب عليّ مثل نيزك يسقط على الأرض:

عمي: مهندس، مهنــــــدس،فيق، فيــــــق.

أنا: باسم الله الرحمن الرحيم، هادا مالو ؟؟؟!!!!

عمي: واس انتا سوزاع ؟؟؟؟

أنا: آآآآآآ

عمي: واس انتا سوزاع ؟؟؟؟ واس عندك السزاعة ؟؟؟؟؟

أنا: آآآآآه ، الشجاعة ( واش دابا هادا مسطي ولا مالو، جاي معا الثلاثة د الليل باش يسولني واش شجاع ولا لا)، آيه آ سيدي أنا شجاع.

عمي: إوا نوض تقتل معايا الطوبة ( الجرذ )، راه لقيناها كاتلعب فوق زيزوزا.

أنا: آش درتليك آ عمي، حرام عليك.

عمي: وا نوض نوض بلا عڭز. طلق راسك.

بحثت عن شئ أضعه في قدمَيْ، لا يوجد سوى حذائي، انتعلته بلا جوارب، هرولت مسرعا لميدان المعركة، ما هذا!!! الغرفة مقلوبة رأسا على عقب، الأسرة موضوعة بطريقة عمودية، الطوبة تخبات تحت اللحاف، زوجة عمي تضحك للآن لا أعرف لماذا، إوا ؟؟؟؟!!!! نطق عمي: خاصنا نديرو ليها الحيلة باش نشدوها الإستراتيجية زعما، هانتا كالي من هنا وانا نكالي من هنا، بعد مناورات عنيفة و عدة ركلات بالأرجل تم احتجاز الطريدة بطريقة خطيرة و فتاكة، استفسرت قائلا: و الآن ماذا سنفعل؟؟؟

أجابني عمي: سنقتلها.

ضحكت، جاوبته: تقصد أنك أنت من ستقتلها يا عمي.

عمي بضحكة ماكرة: بل أنت، أنا إلا طلقت اللحاف (السرير) من يدي غادي تهرب يا ذكي.

مصيبة كحلة صافي، أحضرو لي عصا الكراطة،(المرجو من ضعاف القلوب و الموحمات و الحاملات إقفال الصفحة أو التوجه مباشرة لصفحة التعاليق). حددت منطقة الرأس، و بسرعة قاتل مرتزق، غرزت رأس الحربة،بششاااااااااق، واش صافي آ عمي نطلق ؟؟؟؟ أردف قائلا كخبير كبير : صبر حتى تحس بيها ماتت، إيوا هنا بقينا. في تلك اللحظة أطلقت العنان لمشاعري القاتلة، قمت بزيادة الضغط على المسكينة إلى أن أحسست بطرف العصا يحتك على الأرض و....... لاحول ولاقوة إلا بالله، يا ربي تسامحني أعرف أني ارتكبت خطأ و لكن البيت ليس المكان المناسب لتعيش الجرذان، أصبت بقرف جراء ما حصل، طار النوم من عيني تلك الليلة ليتني لم أفعل ذلك.

في الختام أود أن أتقدم بخالص شكري لعمي الخطير على منحي شرف الإجهاز على الطوبة.

و السلام ختام.