عن الصـداقة

إلى كل صديق غائب

إلى كل صديق سيغيب و يبتعد عن أصدقائه

إلى الأصدقاء جميعا



Cuando te veo amigo
No llores, No llores
Vente Conmigo, No llores más

Cuando encontré mis hermanos
Sed amor, sed amor
Toda la noche
Para cantar

Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano
Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano,
Para Cantar

Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano
Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano,
Para Cantar,

Para cantar,
Te cantare

Ay te dire

te buscare

que no ire

te cantare

te sanare

te llorare

Te lo diré
te cantare


عيد مبارك سعيد



الله أكبر الله أكبر الله أكبر

و سبحان الله و الحمد لله

و لا حول ولا قوة إلا بالله

لا إله إلا الله


عيد فطر سعيد عليكم، أعاده الله عليكم إن شاء الله باليمن و الخير والبركات

سلوان يا ســــلوان 4

عديدة هي مرافق سلا، تختلف بين ما هو جديد و قديم، بين ما هو تراثي و بين ما هو حضاري، و عديدون هم الأشخاص الذين طبعوا صورا جميلة في ذاكرتي، و في معدتي أيضا!!!.

داخل المدينة القديمة، و بالضبط بجوار سينما الملكي، حيث يوجد محل با حسن، و الذي يقع في آخر سرداب تحت بناية قديمة. محله قديم قدم التاريخ، و جد متواضع، يظهر هذا جليا من خلال مقاعده المهترئة، و التي بدأ طلاؤها بالتقشر رغم صبغه عدة مرات، الطاولات مربعة، هي أيضا طرازها قديم و لكنها برغم ذلك تضفي على المكان رونقا يجعلك تسبح في مياه الزمن الجميل. تحيط بالدكان محلات أخرى أغلبها مقفل، أمامه مباشرة محل لصنع ورقة البسطيلة و أحيانا الشباكية، دائما تتواجد امرأتان تقومان بالعمل على إيقاع صوت غليان الزيت أو صوت طرقات مطرقة النجار القابع في الزاوية الداخلية للسرداب، محل النجار يمتاز برائحة زكية ناتجة عن حك الخشب الذي يقوم بصنع الأشياء منه، تراه دائما يتجادل مع المتعلم في نقاش لم أستطع ولو لمرة أن أتبينه.

محل با حسن مكرس لصنع الحريرة، في حياتي ما ذقت أطيب منها، تجده دائما يدور محتويات إنائه الكبير بواسطة مغرف عملاق. هندامه جد نقي، كان يرتدي وزرة الممرضين البيضاء و يعتمر طاقية بيضاء كذلك، جسمه صغير، كل ما فيه كان صغيرا: أذناه، عيناه، فمه، أنفه، خداه العجفاوان، قامته القصيرة، بيد أنه كان يتمتع بشخصية قوية و محبوبة من طرف الكل بدون استثناء. كانت له و قفة فريدة بجوار الإناء، يفرد قامته واضعا يده اليسرى على جانب خصره النحيل و ممسكا المغرف باليمنى، منظر مهيب لن أنساه.

حريرة با حسن تمتاز عن الآخرين بمذاقها الرائع، و الله وإن أطنبت في وصفها فلن أمنحها حقها، خلييييييييييييونا من ديك الحريرة د رمضان اللي كاتكلخ الراس و كاتقل المعدة ( أنا شخصيا درت ليها المقاطعة هاد الشهر ) أ هم شيء كان يميزها اللزوجة التي كانت تحظى بها و المكونات التي تشملها: إينا حمص هادا وينا فول نعام سيدي و الشعرية أمولاي، بإمكانك أن تطلب من با حسن أن يفقأ لك بيضة في الحريرة، كان يمسك البيضة النيئة و يفتقها في إناء الحريرة الضخم كي تنضج بفعل حرارة الإناء و كي تختلط مكوناتها بالحريرة ( أروع طريقة لإنضاج البيض)، تقدم لك زليفة الحريرة ساخنة، مرفوقة بقطع الحامض لتعزيز المذاق، إذا لم تحذر فقد يلذعك مذاقها الحار و الساحر في نفس الوقت. إلى جوار الحريرة يقدم محل با حسن خدمة النقانق المشوية ( الصوصيط ) يا سلاااااااااااام على صوصيطك أ با حسن، الروعة بما كان، أجمل مافيه كانت رائحة شوائه، رائحة الشواء مختلطة برائحة خشب النجار، تقدم النقانق و هي عائمة في بركة من صلصة الطماطم اللذيذة أو منفردة كل على حدة. خلال السنوات الأخيرة علمت أن با حسن قد توفي للأسف، لم أستوعب الموقف، كنت أراه دائما بكامل صحته، غير أنه كان ولا شك يعاني من مرض غير ظاهر، إوا لا إله إلا الله.

ما زلت للآن أتردد على محل با حسن، مهلا!!، لا تظنوني مجنونا أو كنمشي نشم ريحة المرحوم، فاليوم ورث أبناؤه المهنة و أصبحو يتعاونون على تسيير المحل و الحريرة التي يقومون بصنعها لا تقل جودة و مذاقا عن حريرة أبيهم ( ابن الوز عوام ). على أي، الله يرحمك أ با حسن و يوسع عليك..



في زنقة راس الشجرة، المجاورة للذهايبية ( قيسارية الذهب)، كان مستقر حانوت با جلول ( الجيلالي ) . حانوت با جلول كان مختصا في المعقودة، أروع معقودة في العالم، الوحيدة من نوعها بلونها الداكن و حجمها الكبير، خلينا من ديك معقودة اللي صفرا وكاتعيف و كولها زيوتات، إنها و ببساطة شيء مغاير. المحل جد ضيق، و مع ذلك فإن الزحام يكون شديدا لدرجة أنه يخنق الحركة في الزقاق، و أجمل ما فيه هو وقت الانتظار حتى يحل دورك، يمتلك با جلول قدرة عجيبة على تنظيم الدور، حتى لو فات عدد المنتظرين العشرة أشخاص، كولها ونوبتو، أما أكثر شيء كان يعجبني فيه فهو طريقة كلامه التي تلهي الزبناء حتى لا يشعروا بالتعب جراء الوقوف و الانتظار. ملايس با جلول غالبا ما يكون لونها كاكيا أو مائلا للبني، قميصه منسدل على كتفه وكأنه تعب من كثرة ما غسل، محياه يبعث على البشر (بكسر الراء)، أسمر البشرة، شعره أجعد يتخلله الشيب الأبيض. لم يحدث أبدا أن غيرت طلبي، دائما: نص، جوج معقودات و بيضة و كتر لا صوص، يا سلاااااااااااااااااام ومعاهوم شي زلافة د الرويزة أ الريوزة عند البعض، مرة تكون بالباذنجان المخلل مرة بالبطاطس المسلوقة أو البنجر (الباربا)، غالبا ما كنت أختار مكانا في أقصى المحل قرب سلم خشبي، أجلس فوق كرسي و أصنع من خشبة السلم طاولة أفرش عليها وجبتي الشهية. يقدم نصف الخبزة الكبير محشوا و مقطعا إلى نصفين في سلة صغيرة، عندما يبدأ جلول بتحضير السلة و ذلك بتصفيف ورقتين بنيتين عليها يبدأ معها لعابي بالتدفق، و بشدة، أحاول ما أمكن أن أختصر الوقت و ذلك بأن أقف و أعترض طريق السلة و هي قادمة نحوي، فمي يتحلب، أبدأ بالتهام النصف الصغير ثم الكبير، من فرط لذتها أحاول ما أمكن أن أثقل عملية المضغ، تبا، شهي للغاية. للعلم، فأنا أسكن في منطقة بعيدة عن حانوت باجلول، لا يهم، طالما أني سوف أقضي لحظات شهية. أسوأ ما في الأمر هو أن باجلول قام بتغيير مقر عمله، بالرغم من أنه بالقرب من مكان عمله القديم، إلا أنه و من وجهةنظري فقد النكهة التي كان يتمتع بها ، أصبح المحل واسعا، اختفى الضيق المعهود، لم تعد الفرصة تسنح لتنخرط في زحام الإنتظار، حتى باجلول لم يعد يحضر الوجبات بنفسه، بل أوكل ذلك للمتعلمين، أصبحت المعقودة ذات طعم آخر، نوعية الخبز المستعمل أيضا تغيرت ، بصراحة: ما بقيتيش بحال شحال هادي آ باجلول :( ...

مازلت أذكر حين كنت صغيرا، أثناء سنوات الدراسة الإبتدائية، كنت مولعا بكل ما هو حلو، رغم تأنيب أبي الدائم لي إلا أنه كان حريصا على شرائه لي لحلوى النوكة، تلكم التي تلتصق بالنواجذ و لكأنها صمغ قوي، مطعمة بلويزات كبيرة ـ اللوز الرومي، و آآآح على اللوز و ما داير فيا ـ و مغلفة ببلاستيك شفاف و جد رهيف بالكاد يرى. كانت تلك حرفة با عبد السلام، يصنعها في الصباح و يبيعها في المساء داخل السوق الكبير بالمدينة القديمة، كان رجلا عجوزا ذو لحية بيضاء خفيفة يرتدي في أغلب الأحيان وزرة بيضاء، يجر عربته الصغيرة بين الناس، لم يكن بحاجة أن يشهر ببضاعته، سمعته كانت خير إشهار لذلك، كان معروفا بطيبة قلبه و محبة الجميع له، سمعت أنه انتقل إلى مولاي ادريس، حيث تنتشر هناك صناعة الحلوى، من يدري؟؟!!! ربما يكون قد مات أو بلغ من الكبر عتيا، في الحقيقة لا أذكر كثيرا عنه سوى طعم حلواه التي لم أجد لها مثيلا في مكان آخر بالرغم من تطور شكلها و مذاقها.