إمتحان الرياضبات 1

خريف 1994، منتصف شهر أكتوبر، في يوم خميس أسود ليس كخميس وال ستريت، بل أسوأ منه...

ناقوس المدرسة يرن معلنا و قت الخروج، حينها كان يس ما يزال في الصف الخامس، قبل خروجه من الفصل أعلمته المعلمة هو و زملاءه بموعد امتحان الرياضيات و الذي سيكون غدا الجمعة. فور خروجه توجه مباشرة إلى دكان رشيد الحلاق، رشيد هو بمثابة حلاق الأسرة، الكل يحلق عنده، منذ كان رضيعا إلى أن أصبح طفلا يستعين بوضع لوح خشبي تحته حتى تتناسب قامته و طول الكرسي العالي. استقبله رشيد بحفاوته المعهودة و نكته السخيفة. أخبره أن يعمل لي تسريحة الطاليان، كانت موضة ذاك الوقت، أخبره أيضا أن يدع له خصلة صغيرة من شعره دون أن يقصها في أعلى رقبته (مثل الشاب خالد). و لكن أباك لن يوافق على ذلك، أنا أعرفه جيدا، لاشك سيغرقك صراخا و عتابا، نطق رشيد. قاطعه: لا تخف أنا سأتدبر أمري فقط أسرع حتى أتمكن من مراجعة دروس الرياضيات باكرا. طقطات المقص تزداد حدة كلما اقترب من أذنه الصغيرة، حاول مرارا اختلاس نظرات للمرآة الواقعة أمامه إلا أن الزغيبات الدقيقة و المتساقطة على عينيه الكبيرتين تمنعه من ذلك، اشتكى من الوخز أسفل قفاه، يقوم رشيد بنفض ما تخلف من الشعر على كتفه بخفة، هل انتهيت؟؟؟ سأله, أجل، بالصحة و الراحة، وماذا عن الخصلة هل تركتها ؟؟؟ بالطبع، آسيدي شكرا، لم أحمل معي النقود، سيمر عليك أبي كالعادة و يدفع لك، ودعه و انصرف، أمضى الطريق بأكمله و هو يتحسس الخلصلة، كانت شيئا ممتعا و جديدا بالنسبة له، حاول اظهارها ما أمكن، كان فرحا جدا، تذكر أنه يجب ألا تغمره الفرحة حتى لا يتناسى امتحان الرياضيات. مشى بخطى متسارعة للبيت، عند وصوله سمع أصواتا لم يعهدها بالإضافة لصوت أمه و أبيه، ضيوف حلو من مدينة أخرى، الجو غير مناسب للدراسة هاته اللحظة، و مناسب جدا جدا كي يلعب قليلا بدراجته الهوائية الحمراء.

في الدرب يقف شاب يدخن سيجارة، نظر إليه بنظرات مريبة و كأنه يسأله لما تنظر إلي؟؟!! انطلق سريعا مخليا المكان. كان سريع الحركة، خفيف، يتقن ركوب الدراجة لمح عن بعد طفلا في مثل سنه، يبدو أنه لم تكن تربطه معه صداقة، اقترب منه، تبادلا كلمات غير مفهومة، طلب منه إقراضه الدراجة، امتنع يس، كان يحبها حبا شديدا، تمنى الطفل الآخر في نفسه لو يملك مثلها، كان رد فعله طفوليا بحتا، أغرقه بسيل من الكلمات البذيئة، لم يكتفي بذلك بل أمسك بحجر كبير و لوح به من بعيد تجاهه، لم ينتبه له يس وهو يفعل ذلك، أخر شيء لمحه هو قرص يطير في السماء و يستقر في محجر عينه اليمنى، كان ارتطامه أليما، ليت هذا الألم يزول بسرعة حتى يتمم لعبه، و يذهب سريعا كي يراجع مادة الرياضيات. سقط الحجر على الأرض ببطء، أصبح ينطر للدنيا بمنظر واحد، تحسس عينه المصابة بيده الصغيرة، سائل حار، يخرج منها، أهي دموع الألم أم ماذا ؟؟؟

هرول مسرعا لبيته، بالكاد يتبين طريقه، رمى الدراجة عند باب المنزل، و أطلق العنان لحلقه، فزع الأهل و الضيوف لذلك، صدمت الأم و الأب لما رأوا ابنهم بتلك الحال، من فعل بك هذا؟؟؟ صرخ الأب. لم يتكلم ياسين بل ذهب للمرآة، ما هذا ؟؟!!! أين عيني ؟؟؟؟ ما ذاك الشئ الأبيض ؟؟؟؟؟ من هذا ؟؟؟ أمعقول أني في رمشة عين فقدت عيني و أصبحت أعمى ؟؟؟؟!!!! .....

-يتبع-

معلقة زهير ابن آبي سلمى

لتحميل المعلقة كاملة و مكتوبة يرجى الضغط هنا



سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ

ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ

وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ

يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ

يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ

عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ

إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ

وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ

يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ

يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ

يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ

وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ

زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ

فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ

وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ

سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ

وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ


سنة هجرية سعيدة للجميع

كعادته كل سنة، يطل علينا العام الهجري بلطفه المعهود، و بهذا و في انتظار تدوينتي الجديدة أن تستكمل فإني بهذه المناسبة أتقدم لكافة المسلمين، و المدونين على اختلاف أجناسهم و دياناتهم بأحر التهاني و التبريكات لحلول السنة الهجرية الجديدة

أدامها الله عليكم بالصحة و السلامة و الخير الوفير