سلام و تحية طيبة، أعتذر جدا عن غيابي اللا مقصود و الناتج عن كثرة انشغالاتي في الآونة الأخيرة.
و بدوري و للمرة الثانية أقدم لكم تهاني الحارة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، تحية لن تكون حارة بمثل المقدار الذي حياني به بعض سكان المدينة البيضاء في أول أيام الشهر السعيد. الحكاية وما فيها أني و بكامل سزاعتي و قوتي تعرضت للنشل على متن الحافلة، قبل استقبال تعاليقكم الساخرة، دعوني أولا أنقل لكم مشاهد الحدثجملة و تفصيلا.
الدار البيضاء – شارع القدس
الاثنين، غدا الثلاثاء فاتح رمضان،قضيت الليلة في بيت العائلة هناك، لا شيء يعوض البيت و طعام الأم، أيقظوني للسحور، بضع تمرات و كأسي حليب ودان آب. انتظرت لأصلي الفجر قبل أن أغفو مرة اخرى. توضأت و صليت، دعوت الله أن يفرج همي و يرزقني مما فيه خير لي. رجعت لمكاني، كان ما يزال دافئا، أزحت الإزار و تمددت، لم تقدر عيناي على مقومة النوم فغفوت على الفور. يجب علي أن أبدأ عملي على الساعة 8:30 .
استيقظت في وفتي المحدد، ارتديت ملابسي، انتعلت حذائي و هممت بالخروج. قصدت محطة الحافلات في شارع القدس، الساعة الآن الثامنة، لدي متسع من الوقت حتى أصل لمقر عملي، مرت العشر دقائق الأولى و لا حافلة تظهر على امتداد البصر،مرت ربع ساعة و الوضع على ماهو عليه. أخيرا ظهرت حافلة، للأسف ليست حافلتي كما أنها ممتلئة عن آخرها، حتى الأبواب تغص بالركاب. استفسرت عما يجري، قيل لي أن شركة المدينة أعلنت اضرابا لمدة يومين، ياللكارثة،لا أحد يمكنه أن يتصور ماذا يمكن أن يحدث في الدار البيضاء لو أن هاته الشركة امتنعت عن العمل !!! هادشي من سعد الشناوي. الثامنة و النصف، لقد تأخرت كثيرا عن عملي، تصل حافلة صفراء من نوع الشناوي للمحطة تحمل الرقم 115 ، سألت أحد الواقفين: من فضلك سيدي، هل تمر هذه الحافلة بقرب مسجد السنة، أجابني بنعم.ما إن وصلت الحافلة حتى اندفع إليها جمع كبير من الناس، أصابني بعض الهلع، لا يهم، المهم أن أصعد، رجلان غريبان كانا بجانبي،أحدهما قصير و يرتدي جاكيتة جلدية و الآخر طويل ذو شنب كثيف، انسل الأول من أمامي في حركة سريعة، ساعده قصر قامته على ذلك. الرجل الطويل مايزال ورائي، فجأة، ارتجت الحافلة بشدة لدرجة أن الطويل لم يتمالك نفسه ليسقط بكامل ثقله علي، مما جعلني أنحني بدوري و أسقط على زميله الذي و لتلك اللحظةلم أدري لماذا كان وجهه مقابلا لوجهي كان المفروض به أن يكون نظره شاخصا للجهة الاخرى!!!!! أحسست جينها بشيئ يلامس أعلى فخذي. كي نتفادى السقوط قمت بالإستناد على أحد المقاعد بيد و أمسكت القصير باليد الأخرى، عجيب أمره !!! كان بامكانه التشبث هو أيضا بالمقعد !!!، كان يظهر و كأنه يضع يديه في جيبه، شكرني بابتسامة على صنيعي، صرخت في وجه الطويل الذي كاد أن يوقعنا أرضا، أجابني أن الزحام و الطريق المهترئ كانا سبب ذلك، تقدم نحونا الجابي، أعدت سؤالي حول ما إذا كنا سنمر بقرب المسجد، أجابني بالقطع، ياإلهي، آش هاد الزهر !!! نزلت في المحطة الموالية، يبدو أني سأتخر كثيرا أكثر من اللازم، تفقدت جيبي الأيمن باحثا عن هاتفي، لايوجد !!! نادرا ما أضعه في الجيب الأيسر، أيضا لا يوجد، عرق بارد يبلل جبهتي الساخنة، لقد نشل هاتفي النقال، المهندس السري اتنشل يا رجالة بالإنجليزي، أجل لقد سرقت، لأول مرة في تاريخ البشرية أتعرض للسرقة الموصوفة بواسطة أصبع السبابة، حاولت استيعاب ما جرى، أتراني نسيته في بيت الأقارب أم أنه سقط مني في الطريق العام ؟؟!!! مرت الأحداث كلها أمام عيني بسرعة البرق،مسخوط الوالدين، ببراعة ضديدة و في أقل من 10 ثوان استطاع أن يسلبني أعز ما أملك (ماشي الشرف) ،ضاع الهاتف بكل ما يحويه من صور و مقاطع و ارقام و رسائل،ضاع كل شيء و ضاعت بعض الذكريات الجميلة معه، من سوقظني الآن على أنغام الطرب الأندلسي؟؟ و من سيذكرني بأعياد ميلاد أصدقائي؟؟ و من سيؤنس وحدتي بالحديث مع من أحب ؟؟؟ على محال، الله ياخد فيه الحق هاداك اللي حرمني منو، دعيتو لله.
من عملية السرقة الناجحة التي تعرضت لها تعلمت ما يلي :
- لا تركب حافلات الشناوي مهما يكن.
- لو ارتجت الحافلة، تمسك بالمقاعد بيدك اليمنى و اليسرى ضعها على جيبك، و لا تبالي بمن حولك، لهلا يقلب، كلها يشوف راسو.
- اكتشفت طريقة جديدة للسرقة، السرقة اللاسلكية باستعمال السبابة.
- إلا كنتي فكازا و كان الاضراب غا رجع لداكوم حسن ليك.
- جاب الله كنت داير الكود بين، لاحقاش كون ماهوا كون زطمو ليا فالكريدي اللي فالكارط حتا هو.
الاخوان، ديرو معانا يديكوم عافاكوم، ديرو شي جمعية للتضامن معايا، و الله مانردها ليكوم فوجهكوم و اللي عندو شي بورطابل زايد يصيفطو ليا فالبواط إيميل ديالي. و شكرا.
ساعتكم سعيدة.
ساعتكم ساعتاين.