ليالي الأندلس

تم انطلاق موقع ليالي الأندلـــــــس

http://andaloucia.blogspot.com/

إمتحان الرياضبات 2

.....من فعل بك هذا؟ صاح الأب. يس في جزع: إنه عبدو ابن أمينة الخياطة. لوحت إحدى الضيفات بخنصرها في الهواء و قالت : أرني إياه و سأنزع له عينه من محجرها هكذا. أرأيت نتيجة التسكع يا شقي ؟ ماذا أفعل بك الآن ؟؟ لن يفيدنا العتاب شيئا يا أبا يس،عليك بأخذه لطبيب مختص. أم يس تنهار، كفاك عويلا يا امرأة و أحضري المال من دولابي.

هل تستطيع المشي يا بني أم أحملك، يس لا يسعه سوى البكاء، هلم بنا يا بني، هيا. على وجه السرعة أخذه والده إلى موقف سيارات الأجرة، الآن فقط عرف أهمية السيارة، مضت 10 دقائق و هما ينتظران. أبي، هل سأرى ثانية ؟؟ هل سأحضر امتحان الرياضيات ؟؟ أي امتحان و أي زفت ؟؟!! أنظر ما آلت إليه نفسك الآن ألم أوصيك مئة أن تدع عنك اللعب في الحي؟؟؟ أجابه الأب بحديث ناهر، دعنا من هذا الآن يجب أن نجد ما يقلنا، أعاننا الله على مصابنا. تتوقف سيارة أجرة قربهما، لابد أن السائق لمح الصغير و هو يبكي، بطبيعة الحال لم يتوقف رأفة به و لكن لأن ذلك عمله فقط. صعدا السيارة، أرجوك سيدي،عيادة الدكتور السمّار و بسرعة من فضلك، الحالة مستعحلة، لكز الأب إبنه ليستقيم في جلسته حتى يتمكن السائق من رؤيته، لقد هاله هو الآخر ما رأى. في العيادة ينتظر العديد من الناس دورهم للدخول إلى حجرة الطبيب، توجه الأب نحو المضيفة: من فضلك سيدتي، هل يمكنني أن أستبق هؤلاء الناس فحالة إبني مسنعجلة، آسفة سيدي يجب أن نتبع النظام هنا الأب يصرخ: أي نظام و أي زفت أسود هذا، فور اكتمال جملته لمح الطبيب الذي فوجي بصراخ الأب، ماهذا ؟؟ ما ذا هناك ؟؟؟؟ سيدي هذا الشخص يود أن يخالف النظام بقيامك بفحصه أولا، رمق الطبيب الطفل و هو يعوي، حسنا حسنا، أدخليهما و أعدي كشف الزيارة. في حجرة الطبيب كل شيء متطور، أشبه بمحطة فضائية، فحصه بسرعة، أرغمه على فتح عينه المصابة، المسكين لم يقدر، يجب أن تفتحها أيها الصغير، أنا لا أستطيع أن أحس بها رد يس، طيب طيب توجه السمار للأب بالكلام و قال له: يجب أن تحمل ابنك على أهبة السرعة لمستشفى الاختصاصات فحالته لا تستلزم مجرد الزيارة للعيادة. أشكرك يا دكتور وداعا، قال الأب. أتبعه الطبيب بابتسامة صفراء: لا تنسى المرور على الاستقبالات، لماذا؟؟؟؟ أردف الأب. ثمن العيادة، أجاب الطبيب. كم؟؟؟ 200 قطعة. تحسر الأب في قرارة نفسه و سب الطبيب : تفو عليك أيها اللص.

الساعة التاسعة ليلا في مستشفى الاختصاصات، كل شيء يمر بسرعة هذا اليوم، طريق المستشفى طويل جدا، إلا انه لم يحس بنفسه إلا وهو هناك. أروقة المستشفى لها رائحة خاصة، تبعث على الغثيان و تشعرك بالرهبة. يتوجه الأب بالكلام لإحدى الممرضات: من فضلك سيدتي، المستعجلات؟؟!! في آخر الرواق الثاني. ظلام دامس و موحش إلا من وقع صدى الأقدام. عند مدخل غرفة المستعجلات، ممرض يهم بنزع بلوزته، نظر للقادمين و قال : آسف، انتهت مناوبتي. توسل له الأب كثيرا حتى يقوم بالكشف على الصغير. تطلب الأمر عدة فحوصات قبل أن يتخذ القرار برقود الفتى في المستشفى. ماذا ؟؟!! و امتحان الرياضيات، يا إلهي سوف تعاقبني المعلمة إن لم أحضر، استطرد الأب قائلا : دعك من الزفت أو الإمتحان يكفينا ما نحن فيه. في وقت متأخر، التحقت الأم بصغيرها، المسكينة كانت ما تزال نفساء في شهرها الأول، كيف وصلتي إلى هنا ؟؟؟ صاح الأب، أجابته قائلة: لقد أقلني جارنا السيد عبد العزيز، كيف حال يس ؟؟؟ أهو بخير ؟؟ أين هو الآن ؟؟ لماذا لا أراه معك ؟؟؟ هل الأمر خطير ؟؟؟ مهلا عليك يا امرأة، إن حالته تستدعي أن يمكث بالمشفى عدة أيام، لم تصدق الأم ما سمعته، لم يسبق لياسين أن غاب عن عينيها أبدا، الآن سيغيب، و لمدة طويلة، و أين ؟؟!! في مستشفى الإختصاصات.

مستشفى الإختصاصات و في مصطلح آخر سبيطار الراس، كل شخص يعاني من مشكل في رأسه يمكن أن تجده هنا، عدا المجانين!!! ينزوي يس فوق سرير عال، أدني حركة تسبب صريرا مقززا، يشاطره الغرفة أربعة مرضى، كل واحد منهم مصاب في عينه، لكل منهم طبعه، و لكل منهم حكايته...

-يتبع-