سنة سعيدة، مسكة و فنيدة


Bonne année 2008

Happy new year 2008

Feliz año nuevo 2008

Ein gutes neues Jahr 2008

gelukkig Nieuwjaar 2008

Felice anno nuovo, buon anno 2008

Feliz ano novo 2008

سنة سعيدة، مسكة و فنيدة

طرابانــدو



حنا عايشين طراباندو

سارقين الما و الضو

شي مبيراطي ويندوز

لفيديو كولشي فو

تالفين وسط الحفلة

ما عاقلينش علينا

ؤ حاضيين جنابنا ديما

ما تجينا شي دقة

حنا عايشين طراباندو

سارقين الما و الضو

شي مبيراطي ويندوز

كولشي فو، كولشي ڤو

العالم ولا مرجان

ؤ بنادم ولا كليان

ب الدرهم تشري الجيعان

زيد الملاين خود زيدان

Y a du piratage à tous les étages
C
est qu'on a la rage d'être mis en cage
Enferm
és condamnés
à bouffer vos produits très surévalues
En captivit
é vous nous excitez
à coup de publicité impossible a éviter
Notre passivité n'est pas illimit
ée
Ce n'est pas le cas pour votre avidit
é
Mr Bill Gates a tellement d'argent
Qu
il pourrait offrir ces produits a un continent
Et les labos qui d
ébordent de fric
Pourraient offrir demain le g
énérique à l'Afrique
L
artiste a des droits c'est entendu
Mais le premier de ces droits c'est bien d'être entendu
C
est malheureux mais les premiers à avoir vendu hoba hoba
Sont des pirates dans la rue

تالفين وسط الحفلة

ما عاقلينش علينا

ؤ حاضيين جنابنا ديما

ما تجينا شي دقة

العالم ولا مرجان

ؤ بنادم ولا كليان

ب الدرهم تشري الجيعان

زيد الملاين خود زيدان

© HobaHoba Spirit 2007

عيـــد الأضحـــى

عيد أضحى مبارك سعيد أهله الله عليكم و على الأمة الإسلامية جمعاء بالخير و الفرح و السعادة

مبروك عيدكم بالصحيحة و العافية و باش ما نويتو فخاطركوم يا ربي آمين


على متن الحافـــــلة


حدثني نديمي يوما ما، فقال:

..... السادسة صباحا، ليس محتاجا لمن يوقظه، ببساطة لم ينم، حيث أن النوم فشل في مجابهة عينيه الناعستين، ظل الليل بطوله يصارع من أجل الظفر بغفوة صغيرة، دون جدوى، لم يستطع، بل لم يكن مستعدا لذلك. كلما كان يغمض عينيه كانت تتراءى له من خلالهما المستقبل القريب، لكأنهما بلورتا كريستال كانتا ملكا لغجرية عجوز، البلورتان الآن أصبحتا في ملكه، يستطيع عبرهما معرفة ما يخبئ له القدر من مصاعب و مخاطر، لكن هيهات أن يعرف ما إذا كان سينام في اليوم الموالي أم لا ؟؟؟!!!!

يقوم من فراشه نشيطا فرحا بعدما خرج من معركته على قيد الحياة، رغم أنه هزم فيها كالعادة. كان حريصا ألا يسبب أي إزعاج للآخرين سيما أنهم مازالو يغطون في النوم، من طبعه أنه كان يحب الظلام، لذا كان من السهل عليه العثور على صندل يحمي بفرديته باطن قدميه اللذان مازالا دافئين، يعتمد في ذلك على حاسة اللمس بأصابع الأرجل. الأرض باردة، و أدنى التماس مباشر معها يشعره بالقشعريرة. يعرف جيدا طريق المرحاض، يقضي و طره بسرعة و في نفس الوقت يلعن الذي اخترع المراحيض الحديثة لما تسببه من ضجيج كبير إثر الإنسكاب العنيف للماء منها، ينهي رحلته المائية في الحمام، مكانه المفضل بامتياز، يخلبه تصميمه الأخاذ و زليجه البراق، كثيرا ما كان يحلو له الغناء فيه، على أي فمعظم الناس تفعل ذلك، نظرا لارتفاع مستوى صدى الصوت الذي يجعل من ذلك شيئا جميلا حتى لو كنت تملك أبشع صوت في العالم.

يبدأ بعد ذلك صراع من نوع أخر : إنه صراع الزمن، زمن السرعة و الضيق قد لا يسعه أحيانا سوى لاحتساء كوب قهوة هو في أمس الحاجة إليه حتى لا يباغته صداع الرأس اللعين. يترك البيت مطأطئا رأسه و لاعنا حظه السيئ الذي سئم من رفقته الدائمة له. يسعل بصوت خفي. عند مفترق الأحياء يقبع حارس السيارات البائس، ملفوفا بين ملابس ثقيلة و معتمرا طاقية سوداء تغطي كامل وجهه بالكاد يتبين أنه ينظر تجاهه، يومىء رأسه له مشيرا بتحية باردة، فيبادله بأبرد منها، يمر أمامه كلب شارد، ربما كان يبحث عن قمامة نظيفة، من يدري ؟؟!!

السادسة و النصف، في محطة الحافلات العجيبة، بالقرب منها تصطف مقاه عدة، ملأى عن أخرها بعمال الصباح الباكر، عجوز يجلس على كرسي هرئ قرب الباب، يلوك بصعوبة قطعة خبز بائت، يقدم له النادل كوب الشاي الذي طلبه، يرشف منه رشفة صغيرة، سرعان ما ينتبه أن السائل ما يزال حارا، يزيل أسنانه الإصطناعية و يقدم على هتك عرض خبزه اللذيذ مبللا إياه بالشاي محل لعابه الذي ندر مع تقدم سنه.

في المحطة يقف عدد كثير مثله، ينتظرون من سيقلهم للضفة الأخرى، تسعى الحافلات تباعا، كل حسب توقيته الممل و الدائم، تتراءى له حافلة قادمة من بعيد، يتمنى من كل قلبه أن يكون رقمها هو المراد، البرد يتسرب إلى فقرات ظهره من خلال فتحة سرواله التي نسيها مفتوحة، يتذكر إغلاقها قبل أن يلاحظ أحد ما ذلك. تقف الحافلة ببطء، يبدو أنها أيضا سئمت من كثر التنقل بين الضفتين. يفتح الباب بعنف شديد، يسمع له أزيز حاد، يصعد بحذر، تصفعه غيمة من الضباب الناتج عن ركود الهواء داخل الحافلة، تتضبب عدستا نظارته البنية، مع الوقت يندمج في الجو الضبابي، هو أيضا ينفث فيه أنفاسه ليصبح بنفسه عاملا من عوامله الضبابية. يجلس على مقعد بارد كالعادة، المقاعد الباردة تسبب له ألما خفيفا. يأتي نحوه الجابي بتثاقل مستندا بدعامات السقف و بالمقاعد، يخرج دريهماته القليلة و المعدودة سابقا من أجل تفادي الخطأ، أي خطأ في الحساب سوف يشكل له مشكلا كبيرا، 4 دراهم، يقدمها إليه بحسرة، يستلم التذكرة، ينظر إليها بتمعن، عسى أن يكونوا قد خفضوا ثمنها، ما هذا الحمق ؟؟!! تقلع الحافلة العجوز و كأنها تجر محراثا كبيرا مغروسا في الأرض. عديدة هي المرات التي تقف فيها في محطات الركاب، أشكال و أجناس عديدة من الناس تصعد و تنزل، أشد ما يزعجه هو أن تصدمه امرأة بمؤخرتها لتعتذر له بعد أن تكون قد تدبرت أمر مقعد فارغ. الحافلة ممتلئة عن أخرها، يصعد شاب في مقتبل العمر، يقف بمحاذاة السائق، يمعن فيه السائق بنظرات مريبة، أولم تذكرني؟؟ يصيح السائق. أنا أذكرك جيدا، كانوا يومها قد صادروا رخصتي و سيارة صديقي التي كنت أقودها بسرعة، أجابه مطردا بلى تذكرتك جيدا الآن، يتقدم نحوه الجابي مطالبا بأداء ثمن التذكرة، ارتبك الشاب، لم يدري هل سوف يتدخل السائق ليعلن أنه من طرفه أم ماذا، في الوقت المناسب قام السائق بتحذير الجابي ألا يأخذ منه نقودا، سوف يركب مجانا،كم هو كبير حظه.

عند الضفة الأخرى يكون قد بلغ منتصف الطريق، تسلك الحافلة طريقا مجاورا لحافة المحيط، يسرح عينيه في الأفق، تظهر أمواج البحر من بعيد و هي تخبط حجارة الشط، يفكر في الأمس، في الغد، أما الآن فهو على متن الحافلة، تفكيره محاصر وسط هذا الكم الهائل من الركاب، نفحات من البرد تتسرب عبر النوافذ الهرئة، تدعوه بشدة لاحتضان حقيبته الظهرية. تصعد فتيات من ذوات بطاقة الاشتراك، يسأل السائق إحداهن : أين فلانة، لم لم تصعد ؟ أوصلها صديقها،تجيبه.غريب أمر الفتيات، أمعقول أنهن لا يحسن بالبرد ؟؟!! ملابسهن بالكاد تسترهن. على أي، فاللباس ليس كل شيء.

يعود في العشي متأخرا، منهكا و متعوبا. يتوجه للمطبخ، يتفقد ما جادت به قريحة أمه هذا اليوم. يحاول أن يتناسى مشقة يومه في حمامه الشهي، يغمس قدميه في دلو مملوء ببعض الماء الدافئ و السائل الملطف، يفضل ذا اللون الأزرق لأنه يشعره بالإنتعاش، يغمض عينيه و يتساءل: هل سوف أتمكن هذه الليلة من النوم ؟؟؟؟؟!!!!!......

الفرطــة


صباح الخير أيها التعساء

صباح الخير أيها المكبوتون

صباح الخير يا وجوه الربح

صباح الخير يا..وا صافي متعيقيش، را كلشي تايعرف يقول صباح الخير وتايعرف يحشي الهدور ويهدر بالمعاني، باغي حتا نتا دير بحال الخرين و لا مالك؟؟؟؟!!! المهم، أنا جاي اليوم نعاودليكوم على واحد السيد مسكين، معند بوه الزهر،اللي تيحط فيها يديه كتخسر، و لكن عزيز عليا بزاف حيت زوين و ضريف ( و تانركز بزاف على هاد زوين و ضريف لاحقاش شي بعضين ما بغاوش يتقبلو هاد القضية ماعرت علاش ؟؟؟!!! ). واحد النهار نعام أسيادي ناض واحد خينة من لفاميلة ديالو زغبو الله و بغا يتزوج واحد البنت، ما فيها باس، السيد بغا يكمل دينو معا كان عندو ناقص شوية، المهم، السيد شاف الدرية، صيدها، الدرية قالت ليه وااااااااالو منك نخلاق، نتا هو الحب ديالي الوحيد و بلا بيك منقدرش نعيش، الدري عجبوووووووووو الحال و قاليها نتي هي الهوا اللي كنتنفس، حياتي بلا بيك متسواش، خاصنا نوضعو حد للإشاعات اللي كينسجوها الناس علينا. مشاو الأسرة ديالو خطبوها ليه، و مرة مرة كان تايخرج معا الخطيبة ديالو، مسكين كان كل مرة تايلصقوليه خوها الصغير، هاد خوها الصغير تبارك الله تايقرا فالباك، زعما مايمكنش يمشيو لماجيك بارك ولا لشي بلاصة دلألعاب باش يلهيوه، للا، لا مجال للقوالب و العياقة، تقيص ليا ختي نفرعك، ضرب الكاغيك أولدي و دير اللي بغيتي، إوا ماكال عيب.

وجا واحد النهار، قررو فيه العائلة د العريس و العائلة د العروسة يديرو العرس، غايديروه غا هنا فسلا، فواحد القاعة د الحفلات مولاها بناها فوق الحمام العمومي ديالو ( باش الناس يجيهوم الصهد و يخرجو دغية )، على أي، دار العروسة هوما اللي كانو مكلفين بالعرس، قالو لدار العريس : ما تعرضوش على كتر من ربعين بلاصة، المهم مشا داك السيد اللي عاودت ليكوم عليه بلا راه زوين و ضريف و معند بوه الزهر.... مشا يا سيادي هوا و دارهوم،هو قليل فين تايمشي لهاد المناسبات، لهذا تأنتك مزيان ديك الليلة، ناضج جبد الكوستيم اللي عاد جا من المصبنة، قاد دوك جوج زغبات اللي فراسو، دار واحد الريحة كانت جابتها ليه الحيبانا ديالو، و مشا. حتا لهنا كلشي بخير و على خير زعمة صاحبنا مادار حتى شي مصيبة و لا فضيحة أو بمعنى أصح مازال مادار.

فالقاعة د العرس تلاقا معا شي وحدين فعائلتو، تايشوفهوم غا فالمناسبات، أكتريتهم عيالات و بنات، بقى بوس يا ما تبوس بوس يا ما تبوس حتى طاب، بالوقوف طبعا. العيالات حسبي الله فاش كيتلاقاو كايبقاو عاطيينها غالنميمة، و نتا مالك؟؟؟ تسارا معا راسك و خضر عويناتك را الشميندي ما عطا الله غا هو، آشمن شميندي الله يهديك ماكاين غا القوق هاد الساعة. حطو العشا، سحابليكوم كلا ؟؟؟ وا تاقوووول، اللي منحوس راه منحوس، قاليكوم آ سيادي شبعان ما فيه ماياكل، كان وا قيلا معول يغلقها بالحلاوي د اللوز. شويا ها العريس و العروسة داخلين، نوضي نتي أ ماين العريس و كلفي داك المتعوس باش يصورهوم ب لاباراي نيميريك ديال أخت العريس اللي عاد شراتها جديدة، بقى صور يا ما تصور، هادي زوينة هادي خايبة، هادي فيرتيكال هادي أوريزونطال، الحصول ضرب كتر من مياتاين تصويرة. حتى لهنا و قلنا الحمد الله واقيلا هاد الليلة استثناء عند صاحبنا، وااااااااااااااااقيلا ما غايدير حتى كعية.

لاباراي سخفات وبدا تايخواليها الباتري، و العرس صافي قرب يكمل، العروسة شوية و تلبس اللبسة البيضة باش تقطع الحلوى ديال الطباقي. فكر مزيان معا راسو و طاحت عليه الفكرة ديال أنه يشارجي الباتري قبل ماتخرج العروسة و العريس. داكشي اللي كان، ناض السي الواعر حدا مول الديدجي و قلب على جوج تقبات خاويين و خشاه. :) و بقى شاد عليه العسة لا يمشيو يخونوه ليه، إوا لاباس، غا يلقا باش يكمل الليلة. شوية هاهوما العروسة و العريس خارجين، الديدجي طلق الموسيقى ديال دقو المزاهر يالله يا اهل البيت تعالو، صاحبنا تلف ما عرف شنو يدير؟؟ واش يمشي يتفرج ولا يحضي الشارجور؟؟؟ فكر بزربة وناض يجيب الباتري منها يكون تشارجا، ومنها يتفرج فالعرسان و يصورهوم، وهنا فين كاين المشكيل، بقى صابر العرس كامل و مادار حتى فرطة جا حتى الأخير و دارها كي وجهو، عرفتو شنو دار ؟؟؟

فبلاصت ما يحيد البريز ديال الشارجور ناض حيد البريز ديال مول الديدجي، طفاليه البي سي ديالو، والسيتيم اللي تايقاد الصوت، و لي باف حتا هوما. على محال، دازت واحد خمس دقائق بلا موسيقى بلا والو من غير التغريد و التصفيقات ديال الجمهور.

مشات الأم د صاحبنا سولاتو : مهندس، واش نتا اللي درتيها ؟؟

ضحك واحد الضحكة بريئة و قاليها : أنااااااااااااااا.

سلام

فوبيـــا

ها واحد السلام عليكم

من أكثر المقالات التي لاقت نجاحا من حيث تجاوب القراء معها تلك المعنونة ب إفشاء أسرار، تطرقت فيها لإفشاء سبع من أسراري الشخصية و هي كالتالي : كرهي لكرة القدم، خوفي من الإرتفاع، فشلي في إعداد الشاي، حرصي على المواعيد، حبي لكسكس التفاية، مقتي للحناء و لرائحتها على الخصوص، و ولعي الشديد بحاسوبي الشخصي.

اخترت كموضوع لمقالتي الجديدة أن أتطرق لقصتي الخطيرة مع الإرتفاع، و ما يسببه لي من مشاكل غريبة و مزعجة نوعا ما، إنه نوع من الجبن الغير المقصود، يحسسني أحيانا أني ضعيف، أفقد معه سزاعتي القاتلة، تلك السزاعة التي برعت في استغلالها رغما عني في... قتل الجرذان !!!!.

في الحقيقة، لم أكتشف أني مصاب بهذه العلة إلا بعد اجتيازي المرحلة الثانوية، قام أهل صديقي لي بتغيير محل سكناهم، و انتقلوا للعيش بإحدى العمارات الشاهقة، رقم الشقة هو 9، يقع في الطابق الثالث. أثناء زيارتي الأولى لمقامه الجديد، عرض علي التوجه إلى الشرفة لمشاهدة كيف يبدو المنظر من فوق، و ليتني لم أفعل ذلك، كان المنظر مريعا، أصابني دوار و رعب شديد، خفت أن تهوي بنا الشرفة، رجعت للخلف، جلست، حاولت استيعاب ما جرى، ماذا حدث لي ؟؟!! ماذا أصابني ؟؟!! حاولت أن أعيد الكرة، لم أستطع، أحسست قلبي منقبضا، و بالغشاوة تملأ عيني، اعتذرت لصديقي و هممت بالإنصراف لبيتي.

هل ما أمر به شيء عادي ؟؟!!

مع مرور الوقت، اكتشفت أني لا أزور سطح بيتنا إلا نادرا، بل حتى أن مجرد قيامي بالإطلال من خلاله على حينا أصبح منعدما، ماذا لو تداعى الحائط ؟؟ البناء قديم، هل سيبقى متماسكا لحد الآن ؟؟؟ تبا للوساوس اللعينة التي تطاردني أينما حللت و ارتحلت.

أذكر ذات مرة أنه و جب علي التوجه للتوين سنتر في مدينة الدار البيضاء، يا لهول الفاجعة !!، توكلت على الله و شددت الرحال، دعوت الله أن تكون أبوابها مقفلة، من بعيد تراءت لي شامخة منتصبة بقامتها الرهيبة، و لكأنها تصارع السحاب الذي يحجبها عن الفناء. عندما وصلت بادرت بالسؤال عن محل وجهتي، فرحت كثيرا لما عرفت أنه بالطابق الأرضي، قضيت الغرض بالزربة و خرجت خشية اصطدام طائرة بالمبنى و انهياره بالكامل ( واقيلا زدت فيه شوية ).

تعدى هذا المشكل حدوده، فقد أصبحت أخشى حتى المصاعد، عندما أكون داخل المصعد أحس معدتي ستخرج من بطني نظرا للتغير الحاصل في الجاذبية الأرضية. عندما أضغط على زر من أزراره أتمنى ألا يكون ذلك آخر عمل أقوم به. أحاول ما أمكن تفادي امتطائها، غير أنه وفي بعض الأحيان أكون مرغما سيما عند تواجد شخص آخر معي، أشعرني ذلك بالخجل مرات عديدة.

أنا من عشاق قصبة الأوداية، أتردد عليها مرارا و كلما أتيحت لي الفرصة لذلك، هناك مكان جميل فيها يطل على شاطئي سلا و الرباط، إذا أردت الإنتقام مني ( واخا أنا ضريف ) فخذني إلى هناك و قم بالتدلي أو مجرد الإطلال من هناك، سوف تسمع مني و تشاهد كلاما و حركات لا إرادية صادرة عن شعور أكيد بالرهبة و الخوف من السقوط. عديدون هم من رافقتهم إلى هناك، كانت رفقة جميلة، تمنيت لو أن تلك اللحظات تطول لولا الزمن اللعين الذي يعجل بالإنصراف، ليته المرة القادمة يفهم أني سأكون سعيدا جدا لو تأخر قليلا...

ساعتكم سعيدة

عن الصـداقة

إلى كل صديق غائب

إلى كل صديق سيغيب و يبتعد عن أصدقائه

إلى الأصدقاء جميعا



Cuando te veo amigo
No llores, No llores
Vente Conmigo, No llores más

Cuando encontré mis hermanos
Sed amor, sed amor
Toda la noche
Para cantar

Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano
Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano,
Para Cantar

Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano
Vente conmigo amigo,
Vente conmigo hermano,
Para Cantar,

Para cantar,
Te cantare

Ay te dire

te buscare

que no ire

te cantare

te sanare

te llorare

Te lo diré
te cantare


عيد مبارك سعيد



الله أكبر الله أكبر الله أكبر

و سبحان الله و الحمد لله

و لا حول ولا قوة إلا بالله

لا إله إلا الله


عيد فطر سعيد عليكم، أعاده الله عليكم إن شاء الله باليمن و الخير والبركات

سلوان يا ســــلوان 4

عديدة هي مرافق سلا، تختلف بين ما هو جديد و قديم، بين ما هو تراثي و بين ما هو حضاري، و عديدون هم الأشخاص الذين طبعوا صورا جميلة في ذاكرتي، و في معدتي أيضا!!!.

داخل المدينة القديمة، و بالضبط بجوار سينما الملكي، حيث يوجد محل با حسن، و الذي يقع في آخر سرداب تحت بناية قديمة. محله قديم قدم التاريخ، و جد متواضع، يظهر هذا جليا من خلال مقاعده المهترئة، و التي بدأ طلاؤها بالتقشر رغم صبغه عدة مرات، الطاولات مربعة، هي أيضا طرازها قديم و لكنها برغم ذلك تضفي على المكان رونقا يجعلك تسبح في مياه الزمن الجميل. تحيط بالدكان محلات أخرى أغلبها مقفل، أمامه مباشرة محل لصنع ورقة البسطيلة و أحيانا الشباكية، دائما تتواجد امرأتان تقومان بالعمل على إيقاع صوت غليان الزيت أو صوت طرقات مطرقة النجار القابع في الزاوية الداخلية للسرداب، محل النجار يمتاز برائحة زكية ناتجة عن حك الخشب الذي يقوم بصنع الأشياء منه، تراه دائما يتجادل مع المتعلم في نقاش لم أستطع ولو لمرة أن أتبينه.

محل با حسن مكرس لصنع الحريرة، في حياتي ما ذقت أطيب منها، تجده دائما يدور محتويات إنائه الكبير بواسطة مغرف عملاق. هندامه جد نقي، كان يرتدي وزرة الممرضين البيضاء و يعتمر طاقية بيضاء كذلك، جسمه صغير، كل ما فيه كان صغيرا: أذناه، عيناه، فمه، أنفه، خداه العجفاوان، قامته القصيرة، بيد أنه كان يتمتع بشخصية قوية و محبوبة من طرف الكل بدون استثناء. كانت له و قفة فريدة بجوار الإناء، يفرد قامته واضعا يده اليسرى على جانب خصره النحيل و ممسكا المغرف باليمنى، منظر مهيب لن أنساه.

حريرة با حسن تمتاز عن الآخرين بمذاقها الرائع، و الله وإن أطنبت في وصفها فلن أمنحها حقها، خلييييييييييييونا من ديك الحريرة د رمضان اللي كاتكلخ الراس و كاتقل المعدة ( أنا شخصيا درت ليها المقاطعة هاد الشهر ) أ هم شيء كان يميزها اللزوجة التي كانت تحظى بها و المكونات التي تشملها: إينا حمص هادا وينا فول نعام سيدي و الشعرية أمولاي، بإمكانك أن تطلب من با حسن أن يفقأ لك بيضة في الحريرة، كان يمسك البيضة النيئة و يفتقها في إناء الحريرة الضخم كي تنضج بفعل حرارة الإناء و كي تختلط مكوناتها بالحريرة ( أروع طريقة لإنضاج البيض)، تقدم لك زليفة الحريرة ساخنة، مرفوقة بقطع الحامض لتعزيز المذاق، إذا لم تحذر فقد يلذعك مذاقها الحار و الساحر في نفس الوقت. إلى جوار الحريرة يقدم محل با حسن خدمة النقانق المشوية ( الصوصيط ) يا سلاااااااااااام على صوصيطك أ با حسن، الروعة بما كان، أجمل مافيه كانت رائحة شوائه، رائحة الشواء مختلطة برائحة خشب النجار، تقدم النقانق و هي عائمة في بركة من صلصة الطماطم اللذيذة أو منفردة كل على حدة. خلال السنوات الأخيرة علمت أن با حسن قد توفي للأسف، لم أستوعب الموقف، كنت أراه دائما بكامل صحته، غير أنه كان ولا شك يعاني من مرض غير ظاهر، إوا لا إله إلا الله.

ما زلت للآن أتردد على محل با حسن، مهلا!!، لا تظنوني مجنونا أو كنمشي نشم ريحة المرحوم، فاليوم ورث أبناؤه المهنة و أصبحو يتعاونون على تسيير المحل و الحريرة التي يقومون بصنعها لا تقل جودة و مذاقا عن حريرة أبيهم ( ابن الوز عوام ). على أي، الله يرحمك أ با حسن و يوسع عليك..



في زنقة راس الشجرة، المجاورة للذهايبية ( قيسارية الذهب)، كان مستقر حانوت با جلول ( الجيلالي ) . حانوت با جلول كان مختصا في المعقودة، أروع معقودة في العالم، الوحيدة من نوعها بلونها الداكن و حجمها الكبير، خلينا من ديك معقودة اللي صفرا وكاتعيف و كولها زيوتات، إنها و ببساطة شيء مغاير. المحل جد ضيق، و مع ذلك فإن الزحام يكون شديدا لدرجة أنه يخنق الحركة في الزقاق، و أجمل ما فيه هو وقت الانتظار حتى يحل دورك، يمتلك با جلول قدرة عجيبة على تنظيم الدور، حتى لو فات عدد المنتظرين العشرة أشخاص، كولها ونوبتو، أما أكثر شيء كان يعجبني فيه فهو طريقة كلامه التي تلهي الزبناء حتى لا يشعروا بالتعب جراء الوقوف و الانتظار. ملايس با جلول غالبا ما يكون لونها كاكيا أو مائلا للبني، قميصه منسدل على كتفه وكأنه تعب من كثرة ما غسل، محياه يبعث على البشر (بكسر الراء)، أسمر البشرة، شعره أجعد يتخلله الشيب الأبيض. لم يحدث أبدا أن غيرت طلبي، دائما: نص، جوج معقودات و بيضة و كتر لا صوص، يا سلاااااااااااااااااام ومعاهوم شي زلافة د الرويزة أ الريوزة عند البعض، مرة تكون بالباذنجان المخلل مرة بالبطاطس المسلوقة أو البنجر (الباربا)، غالبا ما كنت أختار مكانا في أقصى المحل قرب سلم خشبي، أجلس فوق كرسي و أصنع من خشبة السلم طاولة أفرش عليها وجبتي الشهية. يقدم نصف الخبزة الكبير محشوا و مقطعا إلى نصفين في سلة صغيرة، عندما يبدأ جلول بتحضير السلة و ذلك بتصفيف ورقتين بنيتين عليها يبدأ معها لعابي بالتدفق، و بشدة، أحاول ما أمكن أن أختصر الوقت و ذلك بأن أقف و أعترض طريق السلة و هي قادمة نحوي، فمي يتحلب، أبدأ بالتهام النصف الصغير ثم الكبير، من فرط لذتها أحاول ما أمكن أن أثقل عملية المضغ، تبا، شهي للغاية. للعلم، فأنا أسكن في منطقة بعيدة عن حانوت باجلول، لا يهم، طالما أني سوف أقضي لحظات شهية. أسوأ ما في الأمر هو أن باجلول قام بتغيير مقر عمله، بالرغم من أنه بالقرب من مكان عمله القديم، إلا أنه و من وجهةنظري فقد النكهة التي كان يتمتع بها ، أصبح المحل واسعا، اختفى الضيق المعهود، لم تعد الفرصة تسنح لتنخرط في زحام الإنتظار، حتى باجلول لم يعد يحضر الوجبات بنفسه، بل أوكل ذلك للمتعلمين، أصبحت المعقودة ذات طعم آخر، نوعية الخبز المستعمل أيضا تغيرت ، بصراحة: ما بقيتيش بحال شحال هادي آ باجلول :( ...

مازلت أذكر حين كنت صغيرا، أثناء سنوات الدراسة الإبتدائية، كنت مولعا بكل ما هو حلو، رغم تأنيب أبي الدائم لي إلا أنه كان حريصا على شرائه لي لحلوى النوكة، تلكم التي تلتصق بالنواجذ و لكأنها صمغ قوي، مطعمة بلويزات كبيرة ـ اللوز الرومي، و آآآح على اللوز و ما داير فيا ـ و مغلفة ببلاستيك شفاف و جد رهيف بالكاد يرى. كانت تلك حرفة با عبد السلام، يصنعها في الصباح و يبيعها في المساء داخل السوق الكبير بالمدينة القديمة، كان رجلا عجوزا ذو لحية بيضاء خفيفة يرتدي في أغلب الأحيان وزرة بيضاء، يجر عربته الصغيرة بين الناس، لم يكن بحاجة أن يشهر ببضاعته، سمعته كانت خير إشهار لذلك، كان معروفا بطيبة قلبه و محبة الجميع له، سمعت أنه انتقل إلى مولاي ادريس، حيث تنتشر هناك صناعة الحلوى، من يدري؟؟!!! ربما يكون قد مات أو بلغ من الكبر عتيا، في الحقيقة لا أذكر كثيرا عنه سوى طعم حلواه التي لم أجد لها مثيلا في مكان آخر بالرغم من تطور شكلها و مذاقها.

سلوان يا ســــلوان 3

ســـــلوان يا سلوان، فيك يحلى المقام

فرحتك ما توصف بمولد خير الأنام

المهندس السري


في كل عام، و في الحادي عشر من ربيع الأول، تحتفي مدينتي بذكرى مولد خير البرية سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، مجسدة ذلك بإقامة موكب الشموع، موكب من رآه أول مرة يحسبه كرنافالا، حيث يصطف عدد كبير من الرجال حاملين على أجسادهم شموعا ضخمة، هي عبارة عن هياكل خشبية كبيرة من الخشب السميك و مزينة بالشمع الملون، مشكلة بذلك زخرفة إسلامية فريدة يتراوح وزنها ما بين 15 و 50 كغم، يقومون بالطواف بها وسط المدينة العتيقة محققين بذلك فرجة للزوار و العامة.

بدأت قصة موكب الشموع في عصر الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، حيث كان في زيارة لاسطنبول و حدث أن حضر أحد الاستعراضات الشعبية هناك، فثاره ما رأى من شموع مزينة و مزركشة بطريقة فذة، رسخت هذه الفكرة في رأسه، فظل الحلم يراوده بإنشاء مهرجان كهذا في بلده. بعد أن وضعت معركة وادي المخازن أوزارها قرر الملك الاحتفاء بالمناسبة و اتخذ من عيد المولد النبوي فرصة لذلك، ليصيح فيما بعد موكب الشموع طقسا سنويا يستقطب الزوار من كل حدب و صوب.

ذكرياتي مع موكب الشموع عديدة، تنحصر في مرحلة الطفولة، دائما بمرافقة أبي، كي نحصل على فرجة أمتع و دون مزاحمة كنا نذهب عند صديقه العطار، كل الموكب يمر أمامه، أقف فوق صندوق خشبي، أبي بسندي، في انتظار مرور الموكب أسلي نفسي ببعض اللوزات الرومية (وا شحال بنــــــــــــيـن – حيت غالي بطبيعة الحال). بعد انتظار طويل يمر الموكب، تتزعمه فرقة عبد الجبار للغيطة، بطبولها و مزاميرها الشهيرة، يعزفون و يعزفون، يقرعون و يقرعون، صداع قوي، غوغاء، ضجيج، ومع ذلك فأنت تستلذه لما يبعثه من حماس على النفس. غريب عبد الجبار هذا حقا، عينه اليسرى مفقوءة، ورجله اليمنى عرجاء، ومع ذلك فهو الغياط الأكثر شهرة في مدينة سلا، إلى دار السلاوي العرس و ماجابش عبد الجبار شي ما دار. في الأصل، يشغل عبد الجبار مهنة الخياطة البلدية، عندما تمر أمام دكانه غالبا ما تجده منهمكا في الحديث مع أصدقائه و هم يحتسون الدكيكة ديال أتاي، و في باب الحانوت صبي صغير يفتل خيوط الحرير. عند مشاركة عبد الجبار في حفل ما كالهدية مثلا، كنت تجده المسكين دااااااااائما متخلفا عن فرقته بسب رجله العرجاء. هو أيضا مثل با لفقي، لم يتخلى يوما عن جلابة البلدية و طاقيته المراكشية القديمة، أكثر شيء كان يبهرني فيه و هو طريقة عزفه، تنتفخ أوداجه بطريقة عجيبة، و كأنه واضع كرتا تنس في فمه، ولكم أن تتخيلوا المنظر، طريقة تحريك رأسه أيضا كانت غريبة، يدوره و كأنه حاو يلاعب ثعبانه، و بالسيف ما يحماقو عليك السلاويين أ با عبد الجبار، على محال الله يخليك لينا و الله يرزقك الصحة و السلامة.

يلي فرقة عبد الجبار فرقة موسيقية كبيرة من النساء، يرتدين زيا موحدا، يعزفن موسيقى المعاهد، يترأسهن قائد رجل ببزته عسكرية و كأنه قبطان حرب، ممسكا في يده عصا ضخمة يدورها في الهواء بمهارة و مصطنعا مشية عسكرية، بصراحة لا أفهم ما علاقة هذه الموسيقى بالحدث !!!

عند باب منزل عائلة بلكبير في سوق الحواتين، يتجمهر عدد غفير من الناس، منتظرين خروج الموكب، للإشارة فعائلة بلكبير هي التي أصبحت الآن مكلفة بصنع الشموع بعدما كانت عائلتا شقرون و حركات تفعلان ذلك في السابق. بعد صلاة العصر، يخرج رجال مرتدين الزي التقليدي: سروال قندريسي و قميص بلدي مطروز، يلقبون بالطبجية، يتكلف كل واحد منهم بحمل شمعة كل حسب قدرته الجسدية، متحاملين على أنفسهم رغم ثقلها الشديد، لطالما حلمت أن أكون واحدا منهم ( وااااااع على حلم كي داير، الناس تحلم تولي طيار ولا طبيب وأنا نحلم نهز الشمعة!!!!!! ).


يخرج الرجال من الدار تباعا، تؤازرهم موسيقى عبد الجبار، يتحركون بخطوات سريعة و مارين بأهم شوارع المدينة القديمة عبر السوق الكبير و وصولا لغاية ساحة باب لمريسة، حيث يجتمعون هناك مؤدين رقصات الشموع على إيقاع ضرب الطبول والمزامير. المنظر يبهر الأبصار و يثلج القلوب، تحس معه أن المدينة كلها تحتفي بالعرس، عرس مولد خير الأنام.

بعد ذلك يتوجه حاملو الشموع إلى طرف المدينة نحو ضريح سيدي عبد الله بن حسون، حيث تعلق الشموع في سقفه، في المساء تتابع رقصة الشمعة على إيقاعات الموسيقى الأندلسية و الأمداح النبوية و ذلك عبر تحريكها بواسطة حبال طويلة وسط جو احتفالي بهيج.

أرجو أن أكون قد وفقت في نقل ولو جزء صغير من الحدث.

ملحوظة: آخر مرة حضرت فيها الموكب كانت سنة 2004، سنة عرفت ما للحياة من معنى، سنة عرفت الطريق، طريق الحقيقة، حقيقة نفسي، شكرا لكي جزيل الشكر، لن أنساك يا 2004 ما حييت...

و تستمر الرحلة....

سلوان يا ســــلوان 2


ســـــلوان يا سلوان، يا شميعة تضوي المكان

يا خليلة الحبيب، العاشق و الولهان

المهندس السري

تجري الأيام تباعا، وبسرعة رهيبة، تحسب معها أن الوقت أصبح بدون معنى، إن له قدرته العجيبة على اختزال اللحظات الجميلة. تلك اللحظات التي و إن مرت تبقى عالقة في ذهننا المشتت و المثقل بالهموم الغريبة.

آآآآه على الأيام، مازلت أذكر كلما ذهبنا لبيت خالتي في منطقة باب شعفة، كانت تبادر ببعثي إلى المسيد ( الكتاب القرآني )، أهلاااااااااااااااان مهندس جيتي عاوتاني ، فلان اديه معاك للمسيد، تبا، كنت أذهب بالرغم عن أنفي الصغير. الكتاب كان عبارة عن منزل أحد الجيران، صحن البيت كان بمثابة قاعة الدرس، مقاعد طويلة و مهترئة، بالكاد تستطيع الجلوس عليها، يستقبلنا با الفقي و التيو في يده، لم يكن يبتسم أبدا، ديما مغوبش (عبوس)، لا أدري ما كان سبب غوبشته، أهو عامل السن ؟؟؟ حيث كان عجوزا جدا، أم هو الفقر المدقع الذي كانت تعيشه أسرته ؟؟؟ على أي، رغم هذا فهو لم يفرط أبدا في لباسه التقليدي، دائما بمناسبة أو غير مناسبة كان يظهر مرتديا الجلابة المغربية البيضاء و مطوقا بسلهام كبير تحسبه كندورا ( الكندور هو طائر كبير الحجم من فصيلة النسريات، يزن 13كغم و يبلغ طول جناحيه 10 أمتار )، كان يعتمر في رأسه طربوش محمد الخامس بشكله الهندسي الفريد. الأطفال المغلوب على أمرهم يرددون سورة قرآنية واحدة طوال الصباح، رؤوسهم تعلو وتنخفض كأنهم ديكة تنقب في الأرض. كثيرا ما غافلني النعاس، أحاول جاهدا ابقاء عيني مفتوحة، لا جدوى !!!!!

على محال، الله يرحمك أ با لفقي و يوسع عليك....

بجانب نهر أبي رقراق، تصطف مجموعة من القوارب، في قديم الزمان كانت الوسيلة الوحيدة للربط بين العدوتين سلا والرباط، اليوم أصبحت من التراث، أعرف شخصا من العائلة ما زال يستعمل هذه الوسيلة. بثمن بخس، تستطيع العبور للضفة الأخرى، في التسعينات كان درهم واحد، سرعام ما فتئ أن أصبح درهم و نصف، إلى أن استقر على درهمين، شحال كنت نرغب فبابا يديني نركب، كنت أعد القارب و أبحث عن مكان مناسب باش نشد الميل، عندما كنت صغيرا لم أكن أهابها، بيد أني وفي كبري كنت دائما أضع بين عيني هاجس انقلاب القارب، لا أدري أهي الفوبيا اللعينة أم خوفي أن يبتل هاتفي المحمول فيتعطل، سيما أنه يحوي كافة أسراري الشخصية.

على الضفاف السلاوية و فوق الرمال المبتلة، يتجمهر بائعو السمك بطريقة الدلالة، كان يؤطرهم رجل عظيم الجثة، حاد النظرات، عيناه عصبيتان، لونهما مصفر تتخللهما شعيرات دموية حمراء، لون بشرته أسمر، شعره أشيب، ثيابه نقية، طريقة نطقه لكلمة: الحوت كانت عجيبة، الكل كان يهابه لا يتجرأ أحد أن يطيل معه النقاش، كانت طباعه حادة بينما يحكون أنه يكون أكثر طيبة في حيه و بيته، أحد أبنائه غرق في البحر، أثر فيه هذا الحدث كثيرا إلا أنه ثابر و عاد لمزاولة عمله، مسكين با عمر، بلغ من الكبر عتيا و أصبح اليوم مقعدا لا يستطيع النهوض من فراشه، الله يشوف من حالك و صافي....

إلى اللقاء في الحلقة القادمة، و إفطارا شهيا.


سلوان يا ســــلوان 1

ســـــلوان يا سلوان، فيك يحلى المقام

يا وردة تعبق بريح العنبر و الورد و السوسان

المهندس السري


قليلون الذين هم يقدرون القيمة الحقيقية للمدينة- أقصد سلا القديمة، خليونا من السوق الكبير فين يتباعو الحوايج ولا من سوق الخضار اللي مربج باب سبتة، أنا أتكلم عن القيمة المعنوية لهذه المدينة. في صغري حظيت بلحظات لايمكن أن أنساها، خصوصا في منطقة تدعى ساحة الصف. كانت جدتي رحمها الله تقيم هناك، و كنا نداوم على زيارتها بشكل مستمر. كانت ساحة الصف تشكل متنفسي الذي أفرغ فيه طاقاتي القدمية و الرجلية، سير تسخر لهيه، أجي هنا، جري، نقز، هرب، تخبى، ممن ؟؟؟؟!!! لا أدري!!! مع الأيام، أصبحت أحفظ الدروب و الأزقة، كلها، الضيقة و الواسعة منها،كنت دائما و مازلت أظن أني لو حدث و قام شخص بمطاردتي فلن يستطيع الإمساك بي، غير الله يحضر شي ركابي مزيانين وصافي...

كان و ما يزال لأبي صديق عطار، يزاول العطارة بطبيعة الحال : ) . بابا، واش هابط لسلا؟؟؟ إيه، ديني معاك عافاك، يالله وماتقوليش شريلي : ) – هادي جبتها غا من راسي . ذهاب أبي للمدينة معناه فسحة و زيارة لصديقه القديم، بالنسبة لي كانت بمثابة زردة، كان العطار يستقبلني بالترحاب و العناق، كل هذا و نظري شاخص نحو أكياس اللوز و الجوز و الزبيب والبرقوق المجفف، آآآآآآآآآآآآآه كم طعمها لذيذ، كان يلفها لي بطريقة مول الزريعة في ورقة مليئة بكتابة فرنسية أو عربية، لا أدري لماذا كانت تحيرني تلك الكتابة، لطالما ظننت أنها بدون معنى أو بدون هوية.عند حلول وقت انتهاء الزيارة يكافئني صديق أبي بعود طويل من شجر العرق سوس، أمصه حتى يصبح مجرد خيوط رفيعة، أحيانا كنت أمص نصف العود و أضعه في براد الثلاجة إلى حين أن أعود إليه في وقت لاحق. توالت الأيام، يبدو و كأني تقدمت في السن، أصبحت لا أنال سوى تمرة كبيرة و في بعض الأحيان إن لم أقل دائما لا شيء، بيد أن أختي الصغيرة قد ورثت عاداتي و أصبحت تحتكرها، فييييييييينك يا اللوز الرومي و حتى انتا يا البلدي. على محال، يامااااااااااااااااااااااااااااااااات كانو...

بجوار العطار توجد طاحونة قديمة، مع أنها تعمل بالكهرباء إلا أنها عتيقة في نظري، أجمل ما فيها صوت ضجيجها، ضجيج مختلط بغبار الدقيق، أنصح كل شخص في العالم أن يقوم بزيارتها يوما ما، خصوصا في هذه الفترة أي حلول شهر رمضان الأبرك. يااااااااااااااااا سلاااااااااااااااااااام على رائحة الزميتة وهي تطحن، يا إلهي شحال كاتحمق، لم أشم في حياتي رائحة أزكى منها، عبير يسكرك للحظات، يجعلك تتمني لو كان الأوكسجين الذي نتنفسه بنفس النكهة، و لكن هيهات، النكهة التي ألفناها هي نكهة الديزيل و ليصانص. قبالة الطاحونة، يتجمهر عدد كبير من الباعة الأرضيين، بمعنى أصح الباعة الذين يفرشون بضاعتهم فوق فراش على الأرض فيشكلون بذلك ما يسمى بالجوطية، كان أبي مولعا بالتجوال فيها، أنا كنت عكس ذلك، بل كنت أشعر بالمهانة، كنت أمشي و أنا خائف أن يراني أحد من معارفنا، كان شراء شيء منها يشعرني أننا فقراء و ناقصون، كثيرا ما تأخرت عن أبي في المسير حتى لا أكون بجواره. الجوطية. تبا لكي، سأكرهكي ما حييت عقدتيني فصغري الله ياخد فيك الحق.....

من الأشياء الجميلة التي مازالت في ذاكرتي، بيت عمتي، يقبع شامخا في وسط المدينة القديمة، محاطا بالدروب و الأزقة.يقع أعلى إحدى العقبات المشهورة في المدينة. اسم هذه العقبة استنبط من اسم و لقب علامة شهير: عقبة الفقيه بن خضراء. سمية كناية به تخليدا لذكراه و لجهوده الراسخة نحو المملكة و الأسرة الملكية بالخصوص. بالمناسبة فزوج عمتي هو العالم المغربي عثمان بن خضراء الذي أوجه له تحية خالصة من القلب، و بلا ما تفرطو الديكور. غريب هو بيت عمتي،لم أرى بحياتي أكبر منه، يحكى و الله أعلم أني ذات مرة تهت في دخاشيش ممراته و عدد غرفه الهائل، واناري شحال كبيييييييييييييييييييييييييييييييييير، كان أيضا يسبب لي الرعب،لا سيما أثناء أذان الجامع الكبير الذي كان مجاورا، لا أعلم من الذي أفتى على ذلك المؤذن أن يؤذن بتلك الطريقة، باقي تانعقل كانو تايخلعو بيه بنتهوم الصغيرة : ها المودن تايودن،إوا سكتي حسن ليك. ما زلت أتذكر أيضا أنه صادف و أن قضيت عندهم في صغري بضع ايام، و كان يتوجب على الكل أن يقوم بكل شيء هو متبوع به قبل الساعة السادسة و النصف مساء، لأنه كان يوجد خلل بالكهرباء، مييييييييمتي على النعاس معا السادسة و النصف أرا برع. من الأشياء الجميلة أيضا أننا وبفضل التيساع اللذي كان في الدار، قمنا بتحويل باحة البيت (فوسط الدار) إلى ملعب كرة القدم – كنت ديك الساعة مازاااااااااااااال صغير وباقي ماتعقدت – أبواب البيوت الكبيرة كانت تمثل المرمى، و الباحة كانت هي ملعب ماراكانا. إيييييييييييييييييه يا اليام....

ما أجمل أيامك يا سلا الحبيبة، يا أمنا الحنون.

إفشاء أسرار

ردا على الدعوة التي تلقيتها من ولد البلاد و التي تهدف إلى فضح سبعة أسرار من أسراري ( شكرا أ ولد عمي )، فقد قررت فتح قلبي و تعصيره حتى أبوح بما ما تكتنزه نفسي:

1 كرة القدم: لن أقول إني أكرهها، زايد ناقص عندي، حتى و عن كان المنتخب الوطني، يا سلاااااااااام لو كانت مباراة للمنتخب، تانخرج نتسارى علـــــــــــــــــــــى خاطر خاطري ، لا زحام لا والو، شخصيا أرى أن جميييييييييييييييييييييييع المباريات متشابهة و لا داعي لمشاهدة ذلك مرتين.(بيني وبينكم ماتانحملهاش و السلام)

2 الإرتفاع: ميييييييييييمتي، أكثر شيء يفزعني و يبعث في الرهبة، أكره العمارات، المصاعد، الأسطحة، النوافذ العالية، الطائرة، ناعورة مدينة الملاهي ( ديال خمسة دراهم )، برج إيفل (و سمحلي آ خاي رضوان بزاف ؤ بزربة)، التوين سنتر ( شفيها إيلا داروه كــــــــــــــــــــامل ف الإيطاج اللول ((((: )، بالعربية الفصحى : عندي فوبيا خطييييييييييييييييرة، أعد بأن أكتب عنها مقالة خاصة إن شاء الله.

3 الشاي: الشئ الوحيد الذي أتمنى معرفة طريقة تحضيره، واش تانسبقو النعناع هو اللول ولا حبوب أتاي، في إحدى المرات أردت تحضيره بنفسي، لاحظت تصاعد بخار ذو رائحة كريهة، لقد أحرقت حبيبات الشاي للأسف.

4 المواعيد: إنجليزي منضبط، شخص يعول عليه، رجل المهمات الصعبة، رجل الساعة،بطل العالم، أحرص على الحضور عشر دقائق على الأقل قبل الموعد قبل الموعد.

5 الكسكس: مع الخضر ما عنديييييييييييييييييييش معاه،بالتفاية ( البصلة و الزبيب ) هاداك هو عقليييييييييييييي، لهذا لا أتوانى عن حضور الجنائز العائلة، إوا دين و دنيا.

6 الحناء: رائحتها تسبب لي الغثيان، أحاول مــــــــا أمكن تجنب الحديث مع امرأة أو فتاة تضع الحناء، ذات مرة تصادف و أن كنت قادما من مدينة مراكش، صعدت سيدتان القطار، يداهما و رجلاهما مخضبتان بنقش الحناء الأسود، جد كرييييييييييييييه، أصبت بضيق تنفس، الشيء الوحيد الذي خفف عني هو تواجد فتاة ( كنت أقل عمرا منها آنذاك (: )، اندمجنا في الحديث، غير أني لم أصبر و بكل وقاحة وقفت و غادرت المقصورة لأنتظر وصولي لمدينة سلا.(ساعتان و أنا واقف)

7 حاسوبي الخاص: شغفي، حياتي، حبي الثاني، أستطيع قضاء يوم كــــــــــــــــــــامل أمام شاشته، سواء كان مرتبطا بالإنترنت أم لا ، يا يحمقني يا نحمقو، ما زلت أذكر أول حاسوب حصلت عليه، لم أنم ليلتها من شدة غبطتي و فرحي، كنت أخرج من المعهد مسرعا حتى بدون إلقاء التحية على زملائي، عندما أدخل البيت أذهب إليه مباشرة، أراقبه، ألمسه، أتحسسه كأب يتحسس ابنه الرضيع الأول. يـــــــــــــــــــــا سلااااااااااااااااااااام، ذكريات....

وكما ينص قانون اللعبة، يجب علي اختيار لاعبين جدد وهم: ناصر ، البلوز مان ، يامراكبي

الكاريكاتير من إهداء الدكتور أشرف حمدي ( الله يرحم بيها الواليدين)، شكرا جزيلا.


السّزاعـــــــة

السّزاعة، قد يرى البعض أنها كلمة جديدة أو دخيلة على لغة الضاد، هاته اللغة التي أقف لها وقفة إجلال و تقدير لما قدمت لي من خدمات جلة، في الإطار المعرفي بطبيعة الحال.

نعود لصلب الموضوع، كلمة السّزاعة كلمة عربية صرفة ( بكسر الصاد )، أصل الكلمة هو الشجــــــاعة، تعمدت تعويض الشين بالسين و الجيم بالزاي، تيمنا بلكنة المكناسيين (سكان مدينة مكناس)، و خاصة سكان المدينة الأصليين الذين كبروا و عاشوا طفولتهم فيها، حيث طوروا طريقة حديثهم ليجعلوها سهلة، لأن نطق حرفي الزاي و السين لا يستدعي حركات شاقة على مستوى الشفتين العليا والسفلى، بخلاف الجيم و الشين.

سبب تطرقي لهذا الموضوع هو قصة طريفة أخرى طرأت لي في هذه المدينة، كنت قد حللت ضيفا مرة أخرى على بيت العائلة، بيت عمي، تصادف و أن كان ذاك اليوم عيد المولد النبوي، قصدت القطار هذه المرة ( اللي عضو الحنش يخاف من الحبل، على أنا مازال نعاودها !!! )، داخل المحطة كان هناك زحام شديد، واحد السربيس طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل، حجزت دوري و انتظرت، التقيت العديد ممن أعرفهم في المحطة، درت عين ميكة ( صرفت النظر )، لأني لو سلمت على كل واحد على حدة فسوف أفقد دوري، الواحد هو اللي يكون عويق شوية. مر الوقت بطيييييييئا قبل أن أجدني أمام شباك التذاكر:

ـ صاحب الشباك : فين أسيدي ؟؟

ـ أنا : مكناس الله يخليك.

ـ صاحب الشباك : يا الله امشا واحد دابا.

ـ أنا : وايلي، و اللي موراه وقتاش ؟؟؟؟

ـ صاحب الشباك : من هنا واحد ساعة و ربع.

نظرت لساعة هاتفي المحمول، كانت تشير للتاسعة صباحا، ما باليد حيلة، وجدت مقعدا شاغرا بين كراسي الانتظار، جلست و سلمت أمري إلى الله. مرت ربع ساعة، و نصف ساعة، بدأ الملل يغمرني، صوت قيثارة ينطلق عبر مكبرات الصوت، بعده مباشرة صوت سيدة يردد معلنا أن القطار سوف يتأخر عن موعده، يا إلهي آش هاد الزهر. تابعت انتظاري إلى أن وصل القطار الزوين على الساعة العاشرة، درت فيها عويق و رجعت للخلف كي أراقب العربات وهي تمر أمامي حتى أحدد الفارغة منها كي أصعد فيها، و لكن هيهات، لم أستطع استبيان ما وراء النوافذ، لأنه و ببساطة الركاب يقفون في الممرات، و هذا إن دل على شئ فإنما يدل على الزحام الشديد الذي سوف أواجهه. صعدت القطار، كل المقاعد شاغرة، الممرات، المعابر الرابطة بين العربات، و حتى المراحيض !!!!

وقفت بباب إحدى المقصورات، آملا في نزوح بعض السكان. ظللت واقفا على قدَمَيْ و فوق مساحة جد ضيقة بالكاد تسع لرِِجْلَيْ، ما عليك أولدي غا بصبر را العيد هادا. فتح باب الفرج لدى وصولنا للقنيطرة، خطتي نجحت، فرغ أحد المقاعد، جلست. القطار يزحف، نعم، يبدو و كأنه يزحف، الانتظار الممل يلعب بأعصابي، الحرارة مفرطة، أحس ببطني تبقبق، أنااااااااااااااااااااااا سغِــب، وا ميـــمتي فيا الجوووووووووووووووووووووع. لن أطيل عليكم لأن الطريق طويل، وصلنا لمكناس، الدنيا مقربلة،أ شنو واقع ؟؟؟!!!! المليك كاين هنا، أرا برع الفيشطة. القيظ شديد، جسمي مجهد، قصدت محطة التاكسيات، ركبت، اعتدت تستغرق الرحلة أقل من ربع ساعة، هذه المرة أكتر ربما تواجد المليك، سلك السائق طريق المشور، المهم، ما وصلت حتى غفر لي الله.

وصلت البيت، ترحاب كبير كالعادة، وغداء فاخر، دجاج محشو بالشعيرية الصينية، إوا بعدا، نساو لعذاب ديال الطريق بهاد الوجبة. بعد الغداء استرخينا وتجاذبنا أطراف الحديث ( شوية دال التبركيك )، مر اليوم كله نشاط و حماس، في العشي قمنا بالتنزه قليلا في المدينة القديمة، كل شئ فيها له ذكرى عزيزة في قلبي، الهديم، السكاكين، تيزيمي، الروامزين و الحبـــــــــول ( أعتقد أني أطنبت في الكلام قليلا ، آآآآسف).

عدنا في المساء، تعشينا بما كتّب الله، وخلدنا للنوم، من شدة الكرم قاموا بمنحي غرفة خاصة، غرفة ابنة عمي زيزوزا و التي كانت آنفا غرفة أخيها. على أي، بدأت أطوار القصة على الساعة الثالثة بهد منتصف الليل، و أنا في عز نومي العميق جراء التعب، إذ بعمي يهب عليّ مثل نيزك يسقط على الأرض:

عمي: مهندس، مهنــــــدس،فيق، فيــــــق.

أنا: باسم الله الرحمن الرحيم، هادا مالو ؟؟؟!!!!

عمي: واس انتا سوزاع ؟؟؟؟

أنا: آآآآآآ

عمي: واس انتا سوزاع ؟؟؟؟ واس عندك السزاعة ؟؟؟؟؟

أنا: آآآآآه ، الشجاعة ( واش دابا هادا مسطي ولا مالو، جاي معا الثلاثة د الليل باش يسولني واش شجاع ولا لا)، آيه آ سيدي أنا شجاع.

عمي: إوا نوض تقتل معايا الطوبة ( الجرذ )، راه لقيناها كاتلعب فوق زيزوزا.

أنا: آش درتليك آ عمي، حرام عليك.

عمي: وا نوض نوض بلا عڭز. طلق راسك.

بحثت عن شئ أضعه في قدمَيْ، لا يوجد سوى حذائي، انتعلته بلا جوارب، هرولت مسرعا لميدان المعركة، ما هذا!!! الغرفة مقلوبة رأسا على عقب، الأسرة موضوعة بطريقة عمودية، الطوبة تخبات تحت اللحاف، زوجة عمي تضحك للآن لا أعرف لماذا، إوا ؟؟؟؟!!!! نطق عمي: خاصنا نديرو ليها الحيلة باش نشدوها الإستراتيجية زعما، هانتا كالي من هنا وانا نكالي من هنا، بعد مناورات عنيفة و عدة ركلات بالأرجل تم احتجاز الطريدة بطريقة خطيرة و فتاكة، استفسرت قائلا: و الآن ماذا سنفعل؟؟؟

أجابني عمي: سنقتلها.

ضحكت، جاوبته: تقصد أنك أنت من ستقتلها يا عمي.

عمي بضحكة ماكرة: بل أنت، أنا إلا طلقت اللحاف (السرير) من يدي غادي تهرب يا ذكي.

مصيبة كحلة صافي، أحضرو لي عصا الكراطة،(المرجو من ضعاف القلوب و الموحمات و الحاملات إقفال الصفحة أو التوجه مباشرة لصفحة التعاليق). حددت منطقة الرأس، و بسرعة قاتل مرتزق، غرزت رأس الحربة،بششاااااااااق، واش صافي آ عمي نطلق ؟؟؟؟ أردف قائلا كخبير كبير : صبر حتى تحس بيها ماتت، إيوا هنا بقينا. في تلك اللحظة أطلقت العنان لمشاعري القاتلة، قمت بزيادة الضغط على المسكينة إلى أن أحسست بطرف العصا يحتك على الأرض و....... لاحول ولاقوة إلا بالله، يا ربي تسامحني أعرف أني ارتكبت خطأ و لكن البيت ليس المكان المناسب لتعيش الجرذان، أصبت بقرف جراء ما حصل، طار النوم من عيني تلك الليلة ليتني لم أفعل ذلك.

في الختام أود أن أتقدم بخالص شكري لعمي الخطير على منحي شرف الإجهاز على الطوبة.

و السلام ختام.

لانطيرنيت

لانطيرنيت أو ما يصطلح عليها بالانترنت، تلكم الشبكة العظيمة التي كانت في البداية مجرد مشروع للربط بين الثكنات العسكرية الأمريكية لتصبح اليوم أكبر منتجع للأفكار و الأخبار و كل ما يستطيع رأسك الصغير أن يفكر به. مازلت أذكر من مكاني هذا أول مرة ولجت صفحات الانترنت، أو بالأحرى أول مرة ألمس فيها الحاسوب.

كان هذا في بدايات سنة 2000، كنت حينها في السنة أولى ثانوي. صباح يوم خريفي ـ الأحد بالضبط ـ توجهت إلى السيبير كافي، مستغلا فرصة تكليفي من طرف أحد الأساتذة بإنجاز بحث حول درس ما. و أخــــــــــــــــــــيـــــرا سوف ألج عالم التكنولوجيا، هذا العالم الذي طالما سحرني. دخلت المحل، كان عبارة عن شقة صغيرة مكونة من ثلاث غرف، غرفتان مخصصتان للأجهزة، و واحدة لصاحب المحل، استأذنت و دخلت. قصدت صاحب المحل أخبرته أني بصدد إنجاز بحث و أني لا أملك دراية كافية للعمل على الحاسوب، قام صاحب المحل بمساعدتي و توجيهي، قمنا بالبحث في محرك البجث ياهو، كوكل آنذاك لم يكن موجودا بعد، صدمت من سرعة البحث، كانت النتيجة باهرة و مقنعة، شكرته و بدأت أدون النتائج على ورقة. كل هذا لم يستغرق سوى بضع دقائق: آش هاد العجب تاني؟؟؟؟؟!!!

تركني صاحب المحل و انسحب لمكانه، لمست الماوس بيدي، يا إلهي إنها تنزلق!!!!! و بخفة عجيبة !!!! و ما كل هذه الأزرار في الكيبورد؟؟!!! آآآآآآه حرووووووووووووووووووووف، وانا نعييييييييييييييق، أمسكت بالماوس و حاولت تذكر الخطوات اللازمة لإنجاز البحث، ضغطت مرتين على إيقونة النيتسكيب { كان من أفضل المتصفحين آنذاك فيييييييييييين يبان فايرفوكس و لا الإكسبلورر ديك الساعة} ، وضعت المؤشر على ساحة العناوين، و كليك، كتبت عنوان ياهو بحسب ماأذكر و ضغطت إنتر، قرأت على الشاشة : الصفحة غير موجودة، جات حتى ليا و مشات، ندهت صاحب المحل، أتى مسرعا حتى لا أسبب الضجيج في المحل، إيوا معقولة، أخبرته بالمشكل، ابتسم و أظهر لي أني أخطأت في كتابة العنوان صحيحا. و أخيرا فتح الموقع، و لكن عن ماذا سأبحث ؟؟ ذهني مشتت، لا أدري هل هي الفرحة أم الإرتباك، و جدتها، الشاب خالد، نعم سوف أكتب اسمه و أرى النتيحة.بالفعل حصل ذلك، كتبت الإسم و ضغطت إنتر، ظهر لي كم كبير من الروابط، اخترت الأول أعلى الصفحة، انتظرت قليلا و .... واواواوواواواواااااااااااااااو بشاااااااااااااااااااااااااااااااااااخ تسسسسسسسس شيء لا يصدق، يا إلهي، لقد أصبت بجلطة فكرية، هل صحيح ما أنا فيه أم ماذا ؟؟!!حلم هذا أم علم ؟؟!! لن تتصورو ما وقع، لوهلة أحسستني خطيرا، لم لا فقد تستدعيني وكالة الفضاء ناسا لتستفيد من خدماتي، هل تعلمون عن ماذا حصلت :

صورة كبيييييييييرة للشاب خالد و هو يمسك الميكروفون بيده

واواواواواواوااااااااو تسسسسسسسسس، وا لحماق صافي، غمرني إحساس عظيم بالفخر لا أستطيع وصفه، قمت بتحريك الكرسي الذي أجلس عليه، أزحته قليلا نحو اليسار حتى أتيح للجالسين ورائي مراقبة ما يحدث، لم يعرني أحد اهتمامه، يبدو و كأنهم لا يقدرون الطاقات الواعدة هذه الأيام. على أي، استأنفت بحوثي الهامة مرة أبحث عن ممثل مرة عن لاعب مرة عن شيء جاد مرة عن تافه، أصابني الملل، نهضت من مكاني، توجهت لصاحب المحل قصد تأدية ثمن جلوسي، و انصرفت لحالي.

و توالت الأيام، و تزايد معها عدد المرات التي أذهب فيها للسيبير كافي، استغرقت زهاء خمس حصص لكي أفهم ما هو الإيميل، يا إلهي ما هذا ؟؟ فين كنت عايش ؟؟؟؟ إنه أسرع من البريد و لا يكلفك ثمن الطابع البريدي و الذهاب إلى مكتب البريد، المهم، لا يكلفك سوى بضع طقطقات و نقرات مجااااااااااانية.

ذات مرة توجهت أنا وصديق لي إلى السيبير، في الحقيقة رافقته كي أستعرض قدراتي و إمكانياتي سيما و أني تمكنت من أن أجد صورة الشاب خالد العظيمة و بدوووووووووووون أي مساعدة، إلا أنه حصل ما لم يكن في الحسبان : لقد نسيت الخطوات اللازم اتباعها من أجل إنجاز البحث، ناري على فرطة، خايبة حتى لمعاودة. أمسكت الماوس بيدي، مرة أنقر هنا مرة هناك، تايخرجلي شي عجب ماعرفتش ديالاش، فجأة و بدون سابق إنذار هبت علينا صاحبة المحل،صعقت من هول الفاجعة، حدثتنا و هي تصرخ بالفرنسية:

La gérante : Qu’est ce que vous installez ???????!!!!!!!!!!

Mohndis : Had le verbe INSTALLER mazaaaaaaal maqrinah a khti, 3rbni lah ykhlik.

La gérante : Wach bghitou tkhrjou liya 3la les PC ????!!!!!

Mohndis : Aw !!!! ra gha PC wahd fach glsna, malk makatchoufich ???

La gérante : Wzaydoun, ntouma baghyin tkhdmou f INTERNET, aaaaaaaaaaaach dakoum l DEMINEUR ???????!!!!!! nari ch7al ms7tou liya dyal les donnees

Mohndis : Wa ra mabghatch tkhrjlina l intrenet, chghandirlik ana !!!!!

La gérante : Wili wili wili wili wili, 7ydou balak nqad lpc qbl matkhrjou alih .

استغللت فرصة انشغالها بالحاسوب الذي كان حاسوبا، جررت صديقي من يده و همست له : يالله نعلقو قبل ما يوحلو فينا، دفعنا نقودنا لفتاة تجلس في الاستقبالات و أطلقنا العنان لساقينا.

فرصة سعيدة و إلى اللقاء في حلقة جديدة.

تحياتي.

سلا المجنونة

سلا المجنونة

سألني أحدهم يوما ما :

ـ هو : مهندس، انتا منين ؟؟؟

ـ أنا : أنا أصلي صحراوي، و ولدت في الرباط، لكني كبرت و ترعرعت داخل أسوار مدينة سلا، لذا أعتبر نفسي سلاويا من بلاد القراصنة أمثال العياشي الذي كان خارجا في عود البرطقيز ( البرتغال قديما ) ـ العياشي كان قرصانا سلاويا يقوم بالقرصنة في البحر و من أشد أعدائه السفن التجارية و البرتغالية على الخصوص .

ـ هو : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه.

ـ أنا : واش هادشي كيضحك ؟؟!!!!

ـ هو : للا، حاشى.

ـ أنا : و مالك كتفرنس ؟؟؟؟!!!!

ـ هو : حيت سمعت السلاويــيــن تايحماقو مورا العصر.

ـ أنا : ـ بحواجب مقتضبة ـ تبارك الله شحال زوين. سير الله يعطيك الدل .

كثيرا ما لاحقتني هذه المقولة اللعينة و التي كنت أكرهها من كل قلبي : السلاويــيــن تايحماقو مورا العصر (سكان مدينة سلا يصابون بالجنون مباشرة بعد صلاة العصر) و حتى في أوساط العائلة، و أينما حللت و ارتحلت. و بالمناسبة فأنا لدي عم واحدفقط يقطن بنفس المدينة و معروف أنه و المشاكل صديقان، يكفي أن تذكره بالمقولة ليتعصب و بتنرفز، و يجدها مناسية ليجبد الصداع، (من خلال هذا المنبر أود أن أوجه تحية خالصة ملؤها المحبة لعمي الذي لم أره منذ مدة طويلة ـ والله يهديك و خلاص).

في هذه السنة قام شخص من العائلة في مكناس بالزواج من فتاة مغربية مقيمة في دولة كندا العربية الشقيقة، قامت خلال فترة عيد الأضحى في هذه السنة بزيارة المغرب، أنا لم أكن قد قابلتها قط، و عندما التقيتها خلال وجبة غذاء عائلي أخبروها بأني سلاوي و أن السلاويــيــن تايحماقو مورا العصر، يا الهي كولشي جاب اخبارنا حتى فكندا!!. ولكي يؤكدو لها هذا الخبر السعيد أبلغوها بقصة طريفة إن لم أقل محزنة كان بطلها عمي الخطير، مفادها أنه ذات يوم كان مع أبي عائدان من شاطئ بحر سلا بعد صلاة العصر، و بالمصادفة مر قربهما كلب صغير ، ظريف و أنيق، لطيف و ذو أصل عريق من نوع الكانيش، انتظرا حتى ابتعد الكلب و صاحبه قليلا، ليمسك عمي الواعر حجرا و يصوبه ناحية الكلب المسكين، الحجر الصغير استقر بين عيني الكلب،ليرديه قتيلا. و لاذا بالفرار بعد ذلك. المسكينة بقيت صامتة من هول الصدمة. نطق أحدهم : فلانة، كولي ماتحشميش. نظرت الي بارتياب وسألتني : واش بصح غاتحماق مورا العصر؟؟؟ { هل صحيح سوف تجن بعد العصر؟؟؟ } أجبتها بخبث و بابتسامة شريرة : نعم.

نعود الآن إلى صلب الموضوع، ألا وهو سبب هذه التسمية والتي أراهن أن السلاويين سوف يبدأون يتفاخرون بها. من أجل هذا أطلب منكم أخذ أماكنكم لأننا سوف نسافر عبر الزمن الجميل إلى زمن قراصنة سلا و بالتحديد زمن العياشي.و لنبدأ بحول الله القصة:

في قديم الزمان، زمن الملوك الموحدين نشأت مدينتان جديدتان على ضفتي نهر أبي رقراق، إنهما العدوتين، سلا و الرباط، ولأنهما كانتا مطلتين على البحر كان واجبا إحاطتهما بسورين عـــالين تفاديا و حماية من هجوم الأعداء، فتم بناء أسوار عظيمة من أجل ذلك، و كان و ما يزال لمدينة سلا سبعة أبواب، و كان الحاكم بأمر سلا آنذاك قد أمر بإغلاق أبواب المدينة في وقت محدد. وكان هناك العديد من الرباطيين الذين يسعون لمدينة سلا لقضاء حوائجهم، لذا كان يتوجب عليهم الإسراع في ذلك قبل حلول الوقت الإقفال، و إلا سوف يضطرون للمبيت فيها إلى حين إعادة فتح الأبواب في الصباح. من هذا المنطلق نشأ نوع ممن العداوة، لتنطلق بعد ذلك سلسلة من الإشاعات و الأقاويل بين سكان العدوتين.

و في أحد الأيام أراد القراصنة الهجوم على مدينة سلا، غير أن المدينة حينها كانت تعاني من نقص على المستوى الدفاعي و على مستوى الجنود، لذا كان واجبا التفكير في طريقة لدرء الخطر. فما كان منهم إلا أن لجؤوا لحيلة ذكية{الحيلة هاته هي سبب المقولة}، حيث جمعوا قطيعا من الماعز و علقوا في قرني كل واحدة شمعتين، وتركوهم يرعون بالقرب من الأسوار، تمت هذه العملية أبان وقت صلاة العصر، تحسبا للهجوم المرتقب ليلا. إلا أن سكان الرباط كانوا يرون الأمور من الخارج فقط و ليس من الباطن، لأنهم لما لاحت لهم أضواء الشموع و هي موقدة نهارا فكروا بأن السلاويين قد فقدوا صوابهم و من هنا و لدت المقولة المشهورة :

السلاويــيــن تايحماقو مورا العصر.

للإشارة، فلقد نجحت خطة السلاويين في التصدي لهجوم البرطقيز الذين ذعروا من عدد الجنود الكبير الذي كان بانتظارهم.و الآن، ألا تجدون أن هذا يبعث الفخر في النفس و يدخل السرور اليها. و ختاما أتوجه بالشكر الجزيل للسيد موجان رحال على المعلومات القيمة التي أفادني بها سابقا.

ملحوظة مهمة: تمت كتابة هذه المقالة بعد صلاة العصر، و لكم مني التحية و السلام.