
لانطيرنيت أو ما يصطلح عليها بالانترنت، تلكم الشبكة العظيمة التي كانت في البداية مجرد مشروع للربط بين الثكنات العسكرية الأمريكية لتصبح اليوم أكبر منتجع للأفكار و الأخبار و كل ما يستطيع رأسك الصغير أن يفكر به. مازلت أذكر من مكاني هذا أول مرة ولجت صفحات الانترنت، أو بالأحرى أول مرة ألمس فيها الحاسوب.
كان هذا في بدايات سنة 2000، كنت حينها في السنة أولى ثانوي. صباح يوم خريفي ـ الأحد بالضبط ـ توجهت إلى السيبير كافي، مستغلا فرصة تكليفي من طرف أحد الأساتذة بإنجاز بحث حول درس ما. و أخــــــــــــــــــــيـــــرا سوف ألج عالم التكنولوجيا، هذا العالم الذي طالما سحرني. دخلت المحل، كان عبارة عن شقة صغيرة مكونة من ثلاث غرف، غرفتان مخصصتان للأجهزة، و واحدة لصاحب المحل، استأذنت و دخلت. قصدت صاحب المحل أخبرته أني بصدد إنجاز بحث و أني لا أملك دراية كافية للعمل على الحاسوب، قام صاحب المحل بمساعدتي و توجيهي، قمنا بالبحث في محرك البجث ياهو، كوكل آنذاك لم يكن موجودا بعد، صدمت من سرعة البحث، كانت النتيجة باهرة و مقنعة، شكرته و بدأت أدون النتائج على ورقة. كل هذا لم يستغرق سوى بضع دقائق: آش هاد العجب تاني؟؟؟؟؟!!!
تركني صاحب المحل و انسحب لمكانه، لمست الماوس بيدي، يا إلهي إنها تنزلق!!!!! و بخفة عجيبة !!!! و ما كل هذه الأزرار في الكيبورد؟؟!!! آآآآآآه حرووووووووووووووووووووف، وانا نعييييييييييييييق، أمسكت بالماوس و حاولت تذكر الخطوات اللازمة لإنجاز البحث، ضغطت مرتين على إيقونة النيتسكيب { كان من أفضل المتصفحين آنذاك فيييييييييييين يبان فايرفوكس و لا الإكسبلورر ديك الساعة} ، وضعت المؤشر على ساحة العناوين، و كليك، كتبت عنوان ياهو بحسب ماأذكر و ضغطت إنتر، قرأت على الشاشة : الصفحة غير موجودة، جات حتى ليا و مشات، ندهت صاحب المحل، أتى مسرعا حتى لا أسبب الضجيج في المحل، إيوا معقولة، أخبرته بالمشكل، ابتسم و أظهر لي أني أخطأت في كتابة العنوان صحيحا. و أخيرا فتح الموقع، و لكن عن ماذا سأبحث ؟؟ ذهني مشتت، لا أدري هل هي الفرحة أم الإرتباك، و جدتها، الشاب خالد، نعم سوف أكتب اسمه و أرى النتيحة.بالفعل حصل ذلك، كتبت الإسم و ضغطت إنتر، ظهر لي كم كبير من الروابط، اخترت الأول أعلى الصفحة، انتظرت قليلا و .... واواواوواواواواااااااااااااااو بشاااااااااااااااااااااااااااااااااااخ تسسسسسسسس شيء لا يصدق، يا إلهي، لقد أصبت بجلطة فكرية، هل صحيح ما أنا فيه أم ماذا ؟؟!!حلم هذا أم علم ؟؟!! لن تتصورو ما وقع، لوهلة أحسستني خطيرا، لم لا فقد تستدعيني وكالة الفضاء ناسا لتستفيد من خدماتي، هل تعلمون عن ماذا حصلت :
صورة كبيييييييييرة للشاب خالد و هو يمسك الميكروفون بيده
واواواواواواوااااااااو تسسسسسسسسس، وا لحماق صافي، غمرني إحساس عظيم بالفخر لا أستطيع وصفه، قمت بتحريك الكرسي الذي أجلس عليه، أزحته قليلا نحو اليسار حتى أتيح للجالسين ورائي مراقبة ما يحدث، لم يعرني أحد اهتمامه، يبدو و كأنهم لا يقدرون الطاقات الواعدة هذه الأيام. على أي، استأنفت بحوثي الهامة مرة أبحث عن ممثل مرة عن لاعب مرة عن شيء جاد مرة عن تافه، أصابني الملل، نهضت من مكاني، توجهت لصاحب المحل قصد تأدية ثمن جلوسي، و انصرفت لحالي.
و توالت الأيام، و تزايد معها عدد المرات التي أذهب فيها للسيبير كافي، استغرقت زهاء خمس حصص لكي أفهم ما هو الإيميل، يا إلهي ما هذا ؟؟ فين كنت عايش ؟؟؟؟ إنه أسرع من البريد و لا يكلفك ثمن الطابع البريدي و الذهاب إلى مكتب البريد، المهم، لا يكلفك سوى بضع طقطقات و نقرات مجااااااااااانية.
ذات مرة توجهت أنا وصديق لي إلى السيبير، في الحقيقة رافقته كي أستعرض قدراتي و إمكانياتي سيما و أني تمكنت من أن أجد صورة الشاب خالد العظيمة و بدوووووووووووون أي مساعدة، إلا أنه حصل ما لم يكن في الحسبان : لقد نسيت الخطوات اللازم اتباعها من أجل إنجاز البحث، ناري على فرطة، خايبة حتى لمعاودة. أمسكت الماوس بيدي، مرة أنقر هنا مرة هناك، تايخرجلي شي عجب ماعرفتش ديالاش، فجأة و بدون سابق إنذار هبت علينا صاحبة المحل،صعقت من هول الفاجعة، حدثتنا و هي تصرخ بالفرنسية:
La gérante : Qu’est ce que vous installez ???????!!!!!!!!!!
Mohndis : Had le verbe INSTALLER mazaaaaaaal maqrinah a khti, 3rbni lah ykhlik.
La gérante : Wach bghitou tkhrjou liya 3la les PC ????!!!!!
Mohndis : Aw !!!! ra gha PC wahd fach glsna, malk makatchoufich ???
La gérante : Wzaydoun, ntouma baghyin tkhdmou f INTERNET, aaaaaaaaaaaach dakoum l DEMINEUR ???????!!!!!! nari ch7al ms7tou liya dyal les donnees
Mohndis : Wa ra mabghatch tkhrjlina l intrenet, chghandirlik ana !!!!!
La gérante : Wili wili wili wili wili, 7ydou balak nqad lpc qbl matkhrjou alih .
استغللت فرصة انشغالها بالحاسوب الذي كان حاسوبا، جررت صديقي من يده و همست له : يالله نعلقو قبل ما يوحلو فينا، دفعنا نقودنا لفتاة تجلس في الاستقبالات و أطلقنا العنان لساقينا.
فرصة سعيدة و إلى اللقاء في حلقة جديدة.
تحياتي.