بطاطا مسلوقة



ما أحلى ذكريات الطفولة، أقصد هنا طفولة جيلي، جيل الثمانينات زعما زعما راني وليت شارف و هارف، من منا لا يذكر بائعي البطاطس المسلوقة؟؟!! تجدهم في الاحيان متخذين من عتبات بيوتهم و مفاعد خشبية صغيرة محلات تجارية لهم، يكلفون أمهاتهم بشراء البطاطس و سلقها ثم تقشيرها وقطعها مربعات صغيرة، ثمن القطعة ريال واحد، و من أجل خلق بعض المنافسة التجارية يلجأ البعض إلى تخفيض أثمنته، فتجده يبيع قطعتين معا بريال واحد و إذا كانت القضية مهورة معه فإنه يجعلها ثلاثة. يضع البائع الصغير بطاطسه اللذيذة تصاحبها شوكة حقيرة في صحن تكون أمه في غنى عنه نظرا لكونه معوجا أو ما شابه، بجوار الصحن يوجد صحن صغير به خليط من الملح و الكمون من أجل أن تغمس به البطاطس الصغيرة، و هناك أيضا كأس شفاف مملوء لنصفه بخليط الهريسة و الماء من أجل تخفيض حميتها.
يصل طفل عند البائع الصغير الذي يكون منشغلا بصرف الأطفال المزعجين و الذين سوف لن ينالو شيئا منه مهما استعطفوه و مهما ذكروه بأيام الصداقة و اللعب التي مرو بها. يسأل البائع الطفل الجائع كم قطعة يريد قبل يباشر بالأكل، يسأله أيضا إن كان سوف يدفع أم سيتماطل كالعادة مثل الآخرين، أحيانا يلجأ إلى تحليفه بالله و القرآن و المصائب و الحوادث و السادات. يغمز البائع صديقه كي يرد باله كي لا يقوم بأي حركة لئيمة. يبدا الزبون بالتقاط البطاطس و البائع يكاد لا يغلق له جفن، يرصد حركاته بدقة سينيمائية فائقة: ها حبة ، ها جوج، ها تلاتة، ها ربعة،يمرر كل قطعة على خليط الملح و الكمون و ماء الهريسة، تعنفيجة و خلاص، يالله نوض جمع(...) لا راه مازال ماساليت، جبد خمسة دريال، و الله ماتقولبني و الله مانتزاهق معاك أنا يالله كليت ربعة، كليتي خمسة آ شفار الشفار هو اباك، تشتعل مشاجرة طفولية، ركلة طائشة تقلب المقعد الخشبي، يسارع الأطفال المتفرجون إلى التقاط ما كان قابلا للأكل بعد، و هناك طفل آخر يرتشف او بالأحرى يقطر ما تبقى في الكأس من ماء الهريسة الحار..
فينك آ اليام

5 comments:

Maestro Amadeus a dit…

@Ana laaa Akoulou lbatataaa

Je reviendrai lire le billet une fois en vie

يا مراكبي a dit…

واضح إن فيه عامل مشترك بين الدول العربية كلها وهي محاولة إستهبال الباعة الجائلين ومغافلتهم .. هههه

marrokia a dit…

أينك ايها المهندس

لا تكن حلقة جديدة في القائمة

www.makaynach.com a dit…

ma ahla lbatatise,

نكتة زوينة a dit…

حنا ف بلادنا بعدا ما كانش اللي كيبيع بطاطا مسلوقة